المكلا اليمن - رويترز، أ ف ب، ا ب - أعلن اليمن أمس ان غواصين هولنديين باشروا مهمة حول الناقلة الفرنسية "ليمبورغ" التي انفجرت الاسبوع الماضي، بحثاً عن أدلة بعدما أكدت باريس ان اكتشاف آثار مادة "تي.ان.تي" الشديدة الانفجار على السفينة يظهر انها تعرضت لهجوم. وصرح وزير النقل اليمني سعيد اليافعي بأن الغواصين بدأوا العمل منذ الصباح، مشيراً الى ان فرق مكافحة الارهاب ستنضم اليهم قريباً. واضاف انهم يبحثون عن حطام وبقايا ملابس وغيرها من الادلة. وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" ان أربعة خبراء أميركيين وصلوا أمس الى اليمن للمساعدة في التحقيق، بناء على دعوة وجهتها اليهم الحكومة اليمنية. ونقلت عن مسؤولين ان المحققين يدرسون أكثر من سيناريو لطريقة انفجار الناقلة، وبينها ان زورقاً مُحمّلاً بالمتفجرات ضربها، لكنّه فُجّر من بعد. وأوضحوا ان سبعة من أفراد طاقم الناقلة أبلغوا المحققين انهم رأوا شهباً من النار لكنهم لم يشاهدوا زورقاً يقترب مُسرعاً منها. وذكرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال أليو ماري الجمعة انه عثر على آثار مادة "تي.ان.تي" داخل "ليمبورغ" بعد يوم على عثور خبراء اميركيين وفرنسيين على بقايا الياف زجاجية لقارب من المحتمل ان يكون هو الذي نفذ الهجوم. وقال مصدر مطلع على التحقيقات لوكالة "رويترز": "عثر الفرنسيون على آثار تي.ان.تي الجمعة وسيجمعون بعض العينات لارسالها الى باريس لفحصها. وأرى في ذلك دليلاً آخر على أن الحادث عمل ارهابي". وكانت الناقلة الموجودة الآن على بعد كيلومترات قبالة الساحل اليمني، تنقل 400 ألف برميل من النفط الخام السعودي عندما وقع الانفجار يوم الاحد الماضي، ما اسفر عن مقتل احد افراد الطاقم 25 فرداً واشعل حريقاً اتلف الجزء الداخلي من السفينة. وأعلنت السلطات اليمنية في البداية انها تعتقد ان الانفجار حادث عرضي، لكنها أشارت للمرة الأولى الخميس الى ان هجوماً قد يكون سبب الانفجار. وتتوقع فرنسا من اليمن ضبط الجناة ومعاقبتهم في حال تأكد ان الحادث كان متعمداً. وفي أقوى بيان تصدره باريس عن الانفجار قالت الناطقة باسم الرئيس جاك شيراك الجمعة ان "فرنسا لن تسمح بترويعها، وتوضح ادلة متزايدة ان فرضية هجوم ارهابي تبدو جديرة بالتصديق". وأضافت: "اذا كان الانفجار هجوماً فإن الرئيس يتوقع من السلطات اليمنية بذل كل ما في امكانها لتحديد المسؤولين عنه ومعاقبتهم". ونشر اليمن الذي شهد عام 2002 تفجير المدمرة الاميركية "كول" في ميناء، عدداً من سفن البحرية وطائرات الهليكوبتر لحماية السفن الاجنبية في خليج عدن. كما اعاد فتح الميناء، وكانت هناك ناقلة صينية تحمل ملايين البراميل من النفط الخام هناك أمس. وذكر مسؤولون امنيون ان 20 شخصاً اعتقلوا في اليمن "كاجراء احترازي". وقال مصدر قريب الى التحقيق في حادث "ليمبورغ" ان المحققين يركزون على الثغرة التي احدثها الانفجار في جانب الناقلة، حيث عثر على بقايا من الألياف الزجاجية. واجاب المصدر عند سؤاله عن تصريحات لوزير يمني ذكر ان الحطام ربما يكون لأحد زوارق النجاة الخاصة بالناقلة والتي دمرت في الانفجار: "لون زوارق النجاة كان احمر بينما الحطام الذي عثر عليه كان ازرق أو ابيض وهو لون زوارق الصيد في المنطقة". وقال مصدر فرنسي قريب الى التحقيق: "هذا هجوم ارهابي بنسبة 99 في المئة. معظم اطراف الفجوة تتجه الى الداخل وعند مستوى المياه. كنت سأعتقد انه حادث لو كانت الفجوة دون سطح المياه سطح البحر أو أعلى بكثير منه". ونقلت شركة "يوروناف" مالكة "ليمبورغ" عن افراد من الطاقم ان الانفجار وقع بعد وقت قصير على مشاهدة زورق صغير يسرع في اتجاه الناقلة اثناء انتظارها زورق قطر ليسحبها الى ميناء الضبة قرب المكلا 800 كيلومتر من صنعاء. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة تميل الى نظرية ان سبب الانفجار كان هجوماً تعرضت له الناقلة.