تواصلت التحقيقات أمس في ملابسات انفجار ناقلة النفط الفرنسية "ليمبورغ" أمام السواحل اليمنية الأحد. وانتقد مسؤولون يمنيون في شدة أفراداً في طاقم الناقلة وأصحاب الشركة المالكة لتصريحاتهم التي لمّحوا فيها الى ان الانفجار الذي أوقع قتيلاً واحداً ناجم عن "عمل إرهابي". ووزّع "أبو حمزة المصري"، زعيم جماعة "أنصار الشريعة" في لندن، بيانين تبنت فيهما جماعة "جيش عدن أبين الإسلامي" الانفجار الذي استهدف الناقلة. قال مسؤولون فرنسيون أمس ان محققين يمنيين تفقّدوا الناقلة "ليمبورغ" الراسية قبالة مرفأ الضبة في محافظة حضرموت، شرق اليمن، أبلغوا استنتاجاتهم الى نظرائهم الفرنسيين الذين التقوهم في المكلا على خليج عدن. وكان متوقعاً ان يتفقد خبراء يمنيون وفرنسيون وأميركيون الناقلة بعد ظهر أمس. ويتوقع ان يقدّم الفريق الفرنسي تقريراً مستقلاً عن الحادث، في حين ان الاميركيين 4 أشخاص يشاركون ليس بوصفهم طرفاً بل بحكم خبرتهم في هذا المجال وبحكم علاقة التعاون القائمة بينهم وبين اليمنيين. وانتقد وزير النقل والشؤون البحرية اليمني القبطان سعيد يافعي في شدة التصريحات التي أدلى بها ممثلو الشركة المالكة للناقلة وبعض أفراد طاقمها في خصوص تعرضها لعمل إرهابي. ووصف تصريحاتهم بأنها "غير مسؤولة". وقال في مؤتمر صحافي في ميناء الضبة في مدينة المكلا ان اليمن يحرص على الوصول الى حقيقة ما جرى، وانه متضرر سواء كان الحادث عرضياً أم ارهابياً. وأضاف ان المؤشرات التي يملكها تجعله يستبعد العمل الارهابي "لكن ذلك متروك للتحقيق". وجاءت تصريحاته في وقت امتدت بقع الزيت المتسربة من الناقلة المنكوبة، وبدأت تصل الى السواحل اليمنية حيث سُجل نفوق أسماك. وأوضح ان النفط ما زال يتسرب من الناقلة، لكنه توقع السيطرة عليه خلال 24 ساعة. وقالت مصادر قريبة من التحقيق ان المعلومات المتوافرة تفيد ان الحريق بدأ فوق ظهر الناقلة واستمر حتى ظهر الأحد عندما سُمع انفجار خزان نفط على متنها وامتد الحريق بحيث بات صعباً إطفاؤه. وأضافت ان قاربي إرشاد تابعين لميناء ضبة كانا يرافقان الناقلة لدى دخولها الميناء لم يُشاهدا اقتراب أي زورق منها او يصطدم بها، وهي رواية ذكرها أحد افراد الطاقم الذي قال انه شاهد زورقاً مسرعاً يقترب من الناقلة ثم سمع انفجاراً ورأى النار ترتفع من مكان وجود الزورق. ونقلت وكالة فرانس برس عن احد الخبراء الفرنسيين ان التواء قطع المعدن المدمرة بفعل الانفجار الى داخل الناقلة او خارجها "لا يعني شيئاً كثيراً في حد ذاته". واوضح ان "عناصر أخرى مثل موقع الثغرة بالنسبة الى مستوى عوم السفينة اهم". من جهة اخرى، صعد خمسة من افراد الطاقم مساء الثلثاء الى الناقلة واعادا تشغيل محركاتها. وقال برس بيتر رايس، مدير مجموعة "فرنسا شيب مانيجمنت" التي تدير الناقلة لحساب شركة "اوروناف" الفرنسية مالكة "ليمبورغ"، ان "افراد الطاقم الخمسة الذين ما زالوا على الناقلة اعادوا تشغيل محركاتها ويبدو انها تعمل بشكل عادي". واضاف ان الناقلة التي تعتمد على سفينة قاطرة منذ الانفجار "سيكون بامكانها الابحار خلال بضع ساعات"، غير انها ستظل راسية في الساحل اليمني حتى نهاية التحقيق. وتابع: "يمكن ان تتجه اثر ذلك الى دبي لاصلاحها في حوض جاف لاصلاح السفن". واعلنت النيابة العامة في باريس ان محققين في شؤون مكافحة التجسس وصلوا الثلثاء الى اليمن في اطار مهمة اطلاعية اثر الانفجار، وان هؤلاء المحققين التابعين لادارة مراقبة الاراضي الفرنسية دي اس تي ولم يكشف عن عددهم، ينشطون في اطار مهمة استعلام وليس في اطار قضائي. وكانت النيابة العامة في باريس فتحت الاحد تحقيقاً اولياً لتحديد طبيعة واسباب الانفجار الذي احدث ثغرة في هيكل الناقلة. وقد عهد بأمر هذا التحقيق الى محققي مكافحة التجسس وآخرين في القسم الوطني لمكافحة الارهاب. وفي لندن، أرسل زعيم جماعة "أنصار الشريعة" أبو حمزة المصري بيانين الى "الحياة" تتبنى فيهما جماعة "جيش عدن أبين الإسلامي" تفجير الناقلة الفرنسية. وجاء في البيان الأول ان "سرية من السرايا الثأرية للشيخ زين العابدين نفّذت الهجوم على الناقلة الفرنسية"، في إشارة الى زين العابدين المحضار زعيم "جيش عدن" والذي اعدمته السلطات اليمنية بعد ادانته بخطف سياح غربيين عام 1998. وأوضح البيان الثاني ان الناقلة لم تكن هي المستهدفة بل فرقاطة أميركية موجودة في المنطقة "لكن لا مشكلة، فالكفر كله ملّة واحدة". وحمل البيان الأول اسم "أبو عبيدة" بوصفه "نائب القائد" جيش عدن، في حين حمل الثاني إسم "أبو عبيدة" بوصفه "قائد جيش عدن أبين الإسلامي". وقال "أبو حمزة" ل"الحياة" انه يعتقد ان ما حصل "عملية مشتركة بين جيش عدن و"القاعدة".