تخليداً لذكرى الفنان الراحل فريد الأطرش أقيمت في فلسطين أمسيات غنائية وثقافية في مدن شفاعمرو ويافا ودالية الكرمل، تخللها عرض لسيرة حياة الفنان الراحل وعطائه للموسيقى العربية وتقديم نماذج من ألحانه وأغانيه. في دالية الكرمل وشفاعمرو غنّت المطربة المغربية الأصل مايا كازبيانكا، التي ربطت بينها وبين فريد الأطرش قصة حب كبيرة في الستينات وظلت على وفائها له حتى وفاته في العام 1974، "يا جميل يا جميل" و"قلبي معاك" و"قدام عينيك". وكان حضورها مفاجئاً على رغم انها تقيم في مدينة حيفا. وهي لا تزال تحمل معاني الحب لفريد الأطرش وأكدت أنه لا يمكن أن تحب امرأة رجلاً مثلما أحبّت هي فريد. وكانت المؤسسات الثقافية في دالية الكرمل أعلنت عن جوائز مالية لأفضل عازف لألحان الأطرش قيمة الجائزة الأولى منها ثلاثة آلاف دولار. وأشرف على المسابقة الملحن بشارة الخل. وشاركت في الاحتفال في يافا فرق غنائية محلية، وحضر جمهور كبير غالبيته من جيل الكهول الذين عاصروا أغاني فريد الأطرش. ولولا توتر العلاقات بين العرب واليهود لكان إقبال اليهود الشرقيين كبيراً على هذه الإحتفالات. وأقيمت أمسية ثقافية تراثية في قاعة المسرح العربي وانبعثت أغاني فريد الأطرش من مكبرات الصوت حتى وصلت إلى منطقة المرفأ القديم، ووضعت صوره الكبيرة في أمكنة متعددة من المدينة ولم تتدخل الشرطة، علماً أن القانون يمنع ذلك. وكانت الصحافة الإسرائيلية هاجمت فريد الأطرش في مقال نشر قبل ثمانية شهور قللت فيه من دوره في مسيرة الغناء العربي ونعتته بأنه كان منحرفاً! وأن اهتمام الأكاديمية الفرنسية به يأتي من باب مواقف باريس المنحازة للعرب، وهذه عادة متبعة في إسرائيل من قبل بعض الصحافيين الذين يقحمون الثقافة في جدلية الصراع العربي - الإسرائيلي، ووُجه المقال في حينه بردّ فعل غاضب في أوساط اليهود الشرقيين الذين يعتبرون فريد الأطرش قمة في العطاء الفني. الملحق الثقافي الأسبوعي لجريدة "هآرتس" أفرد مقالاً عن فريد الأطرش لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لوفاته، وآخر عن أم كلثوم لمناسبة تدشين متحفها الخاص اخيراً في القاهرة. وأشادت الصحيفة بدورهما في الفن الغنائي العربي الذي تأثر به كبار المطربين الشرقيين في إسرائيل. وهناك نظرية تبنّتها الأكاديميات الموسيقية الإسرائيلية تؤكد تأثر الغناء الاسرائيلي بالغناء العربي والأوروبي، وأن الغناء الإسرائيلي لا يملك بعد مقومات شخصيته الخاصة كالغناء العربي.