تحتفل الأوساط الفنية طوال شهر شباط (فبراير) الجاري، بالذكرى الثلاثين لرحيل فارس الأغنية الشاعر مرسي جميل عزيز. واشتهر الشاعر الراحل من خلال أكثر من ألف أغنية ألّفها لكبار المطربين في مصر والعالم العربي، على رأسهم سيدة الغناء العربي أم كثلوم وفيروز وصباح وفريد الأطرش وميادة الحناوي وشادية وفايزة أحمد ووردة وعفاف راضي... وغيرهم. وعن مشواره مع كبار المطربين في مصر والعالم العربي، يقول مجدي مرسي جميل ابن الشاعر الراحل: «قدّم والدي مجموعة من أجمل الأغاني لكبار المطربين والمطربات منهم أم كلثوم، والتي كتب لها ثلاث أغنيات هي «ألف ليلة وليلة»، والتي قدمتها في حفلة غنائية ساهرة في شباط (فبراير) 1969، وكانت الأغنية الرقم 1000 (ألف) في حياته ومن خلال مشواره الغنائي لذلك أطلق عليها «ألف ليلة وليلة»، كما كتب مرسي جميل عزيز أغنية «سيرة الحب» لأم كلثوم وقدمتها في حفلة ساهرة في كانون الثاني (يناير) 1964، ثم بعدها في آذار (مارس) 1967 غنت له أم كلثوم أغنية «فات المعياد». وأضاف: «أغنية «فات الميعاد» والتي لحنها الموسيقار بليغ حمدي تقاضى عنها مرسي جميل عزيز مبلغ ألف جنيه، وهذا أعلى مبلغ تقاضاه مؤلف غنائي في تاريخ الأغنية العربية وقتها، حيث إنه استغرق سنة كاملة لكتابة هذه الأغنية التي تعد من روائع ما شدت به كوكب الشرق». ويشير ابن الراحل أن أغنية «ألف ليلة وليلة» التي غنتها أم كلثوم تعد أسرع أغنية تم تأليفها وتلحينها وإجراءات البروفات لها وتسجيلها وغناؤها على المسرح. يقول: «لهذه الأغنية قصة بدأت في 9 كانون الثاني (يناير) عام 1969 بعد انتهاء أم كلثوم من حفلة شهر كانون الثاني، وبعد عودتها من السودان وكان عليها أن تقدم أغنية جديدة في حفلة شباط (فبراير) وكان في القائمة مشاريع عدة: أولها أغنية «اسأل روحك»، وأغنية «نقطة الضعف» المؤجلة من العام 1967. وفجأة استمعت إلى كلمات أغنية جديدة بعنوان «ألف ليلة وليلة» للشاعر مرسي جميل عزيز حيث كتبها في يوم واحد ولحنها بليغ حمدي في اليوم نفسه الذي قرأت فيه أم كلثوم الأغنية ووافقت على غنائها وبدأت الاجتماعات بينها وبين الشاعر والمؤلف، وبعد أسبوع واحد من اللقاء بينهم اكتملت الأغنية وغنيت في حفلة شباط (فبراير) 1969». وعن التعاون بين الشاعر والمطربة شادية والمطربة فيروز تحدث مجدي قائلاً: «المطربة فيروز كتب لها الشاعر الراحل قصيدة واحدة هي «سوف أحيا» وهو الشاعر المصري المعاصر الوحيد الذي غنت له المطربة الكبيرة فيروز. وجرى التعارف بينهما في بدايات الخمسينات من القرن الماضي. ومع بداية إنشاء إذاعة «صوت العرب» دعا المسؤولون في الاذاعة فيروز والأخوين عاصي ومنصور الرحباني إلى زيارة مصر. وعند وصولهم حرصوا على التعرف الى مرسي جميل عزيز ومقابلته والذي رحب بهم وصاحبهم أثناء وجودهم في مصر ونتج من هذا التعارف القصيدة الشهيرة «سوف أحيا» وتم تسجيلها في استوديوات الإذاعة المصرية قبل عودة فيروز والأخوين رحباني للبنان». وامتدت كلمات الشاعر الغنائي ليشدوا بها عدد من كبار المطربين المشهورين في مصر والكلام على لسان ابنه حيث حققوا شهرة بسبب كلماته. وأوضح في هذا السياق ما تحدثت به المطربة صباح، والتي قالت في أكثر من حوار إعلامي لها عن الشاعر الراحل قائلة: «ظللت أغني أكثر من عشر سنوات ولكن لم أحقق شهرة كبيرة إلا عندما غنيت «مال الهوى ياما» من كلمات مرسي جميل عزيز وبعدها عرفني الناس، فطلبت من الشاعر الغنائي كتابة مجموعة أخرى من الأغاني فكتب لي أغاني «بستاني يا بستاني» و «زي العسل» و «شبيك لبيك» و «الصبر يا عين» وأغنية «يا بو الدلال والبغددة» و «يانا... يانا»... وغيرها من الأغاني. أما الفنان فريد الأطرش كان له نصيب كبير في أغاني ومؤلفات الشاعر الراحل، فقد كتب له الأخير مجموعة من أجمل الأغاني منها «يا حبايبي يا غايبين» و «زمان يا حب» و «أنا وأنت وبس» و «اسمع لما أقولك» و «قلبي وعيني اختاروا» و «ما نحرمش العمر من عطفك علي». أما الفنانة وردة فغنت من كلماته أغنيتها الشهيرة «لولا الملامة» وأغاني أخرى منها «أكدب عليك» وأغنية «يا خبر». أما الفنانة السورية ميادة الحناوي فغنت له أغنية واحدة فقط هي «حبيت قلب منين». وعن علاقته بالعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، فكانت قوية حيث كان صاحب الرصيد الأكبر بين الشعراء في كتابة أغاني العندليب. وكتب له روائع الأغاني التي تعد من أكثر أغانيه شهرة وكانت أول أغنية كتبها له «مالك ومالي يابو قلب خالي» مع بداية مشوار عبدالحليم ولحنها محمد الموجي. وآخر أغنية كتبها لعبدالحليم هي «من غير ليه» والتي توفي عبدالحليم قبل أن يغنيها وغناها الموسيقار محمد عبدالوهاب بعد رحيل عبدالحليم. وبين الأغنية الأولى والأخيرة كتب مرسي جميل عزيز مجموعة كبيرة من أغاني العندليب والذي بدأ اللقاء الأول بينهما من خلال المسلسل الإذاعي الدرامي «اليتيم» عن حياة العندليب. ولفارس الأغنية دور مهم في ظهور عبدالحليم حافظ في السينما للمرة الأولى، فقد استغل صداقته الشخصية والفنية مع المخرج والمنتج الراحل حلمي حليم واصطحب معه عبدالحليم لكي يدخل بلاتوه السينما للمرة الأولى في حياته لعمل اختبار الوقوف أمام الكاميرا للمرة الأولى. وبالفعل نجح عبدالحليم حافظ، وشارك في عدد من الأفلام الشهيرة والتي قدم فيها مجموعة من الأغاني من كلمات مرسي جميل عزيز. وكما قدم مرسي جميل عزيز مجموعة من الأغاني للفنانة شادية منها «شباكنا ستايره حرير» و «على عش الحب» و «حياة عينيك» و «يا قلبي سيبك» و «أنا مخصماك» و «الحنة... يا حنة» و «وعد مكتوب» وغيرها من الأغاني التي اشتهرت بها الفنانة شادية. وفي مجال الأغنية الوطنية كتب مجمعة من الأغاني الوطنية منها أغنية عبدالحليم حافظ «بلدي يا بلدي... والله احلوتي يا بلدي». ومن أغاني الثورة (23 تموز/يوليو) كتب «أغنية «الفوازير» لعبدالحليم حافظ، وكذلك أغنية «أنا شفت جمال والنبي ياما» لصباح. بالإضافة إلى مجموعة من أغاني كتبها ابتهاجاً بالوحدة التي كانت بين مصر وسورية في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وهي أغاني «م الموسكي لسوق الحميدية» و «حموي يا مشمش بلدي يا مشمش» و «حلو يا فستان العيد» غناء المطربة صباح. ومجموعة من الأغاني الوطنية عن حرب تشرين الأول (اكتوبر) 1973 وهي «الفجر لاح» لعبدالحليم حافظ، و «ع البر التاني» لنجاة. وهكذا ترك مرسي جميل عزيز رصيداً كبيراً من أروع الأغاني التي امتعت المستمعين، وستظل تمتعهم عشرات السنين.