سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"معاريف": كبار مسؤولي الأمن الاميركيين غاضبون بسبب التسريبات الاسرائيلية عن الحادثة . اسرائيل تؤكد ان الولايات المتحدة اقتنعت بروايتها عن سفينة الأسلحة
الناصرة، واشنطن - "الحياة"، رويترز - كشفت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية امس ان كبار مسؤولي الأمن الاميركيين، وفي مقدمهم مدير وكالة الاستخبارات الاميركية سي اي ايه جورج تينيت رفضوا الاجتماع بوفد شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الذي حضر الى واشنطن ليثبت ضلوع مسؤولي السلطة الفلسطينية في قضية "سفينة الأسلحة". وجاء الرفض احتجاجاً على قيام الاسرائيليين بتسريب نبأ زيارتهم للعاصمة الاميركية والغرض منها الى وسائل الاعلام بعد تسريب حقيقة ان الولاياتالمتحدة هي التي زودت اسرائيل بالمعلومات الأولية عن سفينة الأسلحة. ونقلت الصحيفة غضب المسؤولين الاميركيين على هذا السلوك وتهديدهم نظراءهم الاسرائيليين بعدم التحادث اليهم اذا ما واصلوا الثرثرة حول قضية السفينة. لكن التحذيرات وقعت، كما يبدو على آذان صماء، اذ نقل الاسرائيليون عن موظف اميركي رفيع المستوى قوله أمس ان الولاياتالمتحدة باتت مقتنعة بأن المعلومات التي قدمها ضباط الاستخبارات الاسرائيلية "تثير الشبهات بأن رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات علم بعملية تهريب السفينة فضلاً عن ضلوع مسؤولين فلسطينيين آخرين". وانشغلت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس بما أسمته التحول في الموقف الاميركي وقبوله أخيراً بالسيناريو الاسرائيلي حول السفينة، ونقلت عن مصادر سياسية قولها ان الادارة الاميركية لم تشكك اصلاً في السيناريو لكنها آثرت عدم تبنيه لئلا يكون في ذلك ذريعة امام الحكومة الاسرائيلية لنسف المحاولات لاستئناف العملية التفاوضية. لكن المعلق في صحيفة "هآرتس" العبرية عكيبا إلدار استبعد هذا الاحتمال وكتب امس يقول ان ثمة شكوكاً اميركية فعلاً في عدد من تفاصيل المعلومات الاستخبارية الاسرائيلية. ونقلت "رويترز" من واشنطن امس عن مسؤول اميركي رفيع المستوى لم تذكر اسمه القول: "حضرنا جلسة احاطة موسعة مع فريق الاستخبارات الاسرائيلية اليوم الاربعاء ونشعر ان حججهم قوية على ان شخصيات رفيعة المستوى في السلطة الفلسطينية واعضاء في حركة فتح متورطون في هذه الشحنة". واضاف المسؤول: "من المعلومات التي قدمها الاسرائيليون تراودنا شبهات قوية بأن عرفات كان على علم بأمر الشحنة". وقال مسؤولون اميركيون انهم مقتنعون ايضاً ان الشحنة مصدرها ايران، معتبرين ذلك دليلاً آخر على ان ايران "تساند العنف والارهاب". واجتمع وفد الاستخبارات الاسرائيلية الذي زار واشنطن مع مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ويليام بيرنز ومسؤولين كبار في البنتاغون. وطلب وزير الخارجية الاميركي كولن باول من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الاسراع في تقديم توضيحات عن مسألة سفينة الأسلحة التي أعلنت اسرائيل الخميس الماضي انها احتجزتها في البحر الأحمر على بعد خمسمئة كيلومتر عن سواحلها.