أول الكلام: من ديوان كأنَّ منفاي جسدي، للشاعرة السورية/ رشا محمد عمران: - ما الذي يبقى غير ظلال الوجوه يرتديها الصمت والغبار؟! نحن الطاعنون في الموت تلزم ألف حياة لنا كي نسترجع الحياة!!
1 تصلَّب السؤال في عينيه... سقط بعد صمتها المريب! بحث عن عينيها... تهاوت في بحثه: خفقة الوجد، وثار الجرح. أصبح لحنهما: ألماً... وهمستهما: يُشقِّقها الغضب. وكانت هذه الأرض العريضة: حلم وحدتهما. كان يُلملم الأزهار، يُجمِّعها باقة للنظرة الأولى من عينيها! وها هي: المدى المازال... يُفرِّغه من النجوى! 2 طفقت نظراته الملتاعة تركض نحو الضنا، وارتمت في الفقد... وشَلُ البحر يغسلها ويطمرها. هو: الغريق/ المبحر في موج جنونها. هو: المسافر/ المتخلِّف عن رحلة الهناء اليها. تذكّر الليالي في وعود النجمة المختالة/ هي... تباعداً، تدانياً... وظل الحب يسكنهما ويزهرهما... وظلت هذه الريح الغيورة: تلفح زمانهما!! 3 فتح سمعه على ضياع صوت... أخذته الأمسيات بعيداً ما بين: الصمت، والحصار. كأنه هذا المُلقى في اليَمِّ الهائج... والبحر أمامه: ثرثرة مملة، مملة. - ويسأله الصمت: كيف تهون الأيام الأجمل؟! والمساء من حوله: يتنفس رتيباً، هادئاً لا مبالٍ... مسترخياً في لغة الكون. شعّ الصوت/ فجأة: ضياءً... مطراً يتدفق: - هل ما زلت تخاصم عمرك؟! كيف الدنيا تتحول لؤلؤة عندك، وغياب عيونك/ أنَّتك المكلومة... وأنفاسها كانت في ليلك: عطراً يتضوع؟! 4 بدأت "الحكاية" بهما معاً... قال لها: - أريدك/ حبيبتي: أن تُمطري خفقك. - تقول له: "ورعودك سيدي... ألا تُخيفني"؟! يريدها ان تبرق... حتى يضيء هو منها وبها!! 5 سألها في ثمالة ليلة الصمت والحصار: تراه... من يكون؟! ذلك الذي استطاع ان يُهين عهدها للأول... أن يُسخِّر الفرح للحظة المؤقتة و... ينسفح؟! - أجابها وهي توغل في الصمت وحصاره: لن تجدي - حبيبتي - في لعبة الأعذار: منطلقاً!! كثيراً ما صرخْتُ على صدرك ملتاعاً... كانت صرختي هي: بحثي عن الصدق والأمان... كانت حريتي: في عبودية قلبي لك... وها أنت الآن: تمنحين قلبي حريته و... عذابه! ها أنت/ تبدئين شراسة الموت معي!!