يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم قمة "خماسي شنغهاي". ويلتقي على هامشها نظيره الصيني جيانغ زيمين للحصول على موقف يوظفه في اجتماعه المرتقب مع الرئيس الأميركي جورج بوش، بعد غد السبت في العاصمة السلوفينية ليوبليانا. وتأسس "الخماسي" عام 1996 في شنغهاي، وضم الى الصينوروسيا، كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان، بهدف الاتفاق على ترتيبات لضبط الأوضاع في منطقة الحدود بين الصين والاتحاد السوفياتي السابق في ضوء قيام دول مستقلة. وأكد بوتين أمس ان "الخماسي" حقق اهدافاً مهمة على الصعيدين العسكري والسياسي، في مقدمها الاتفاق على أبعاد القوات عن الحدود 300 كيلومتر، والتفاهم على اجراءات لتعزيز الثقة. وأضاف ان انهيار الاتحاد السوفياتي وانسحاب روسيا من آسيا الوسطى ادى الى ظهور فراغ استثمره "المتطرفون الدينيون والمنظمات الارهابية"، في اشارة الى الحركات الانفصالية او الدينية في المنطقة. وشدد الرئيس الروسي على ان "الخماسي" أدى دوراً في تقليص تلك الاخطار. وتوقع انضمام دول جديدة، لذا تقرر ان يغير اسم "الخماسي" الى "منظمة شنغهاي للتعاون". وذكرت وكالة "ايتار تاس" الحكومية ان اوزبكستان ستقبل عضواً سادساً في المنظمة، فيما يتوقع ان تقدم لاحقاً طلبات من منغوليا وتركمانستان وربما باكستانوالهند. وإذ تحققت هذه التوقعات فستكون مصدر ارتياح لموسكو، لأنها ستعني قيام ائتلاف واسع لا يخضع للنفوذ الأميركي. الا ان روسيا تعتمد أساساً على علاقاتها مع اكبر دولتين في المنطقة، وهما الهندوالصين. وذكر بوتين ان موسكووبكين تشتركان في سعيهما الى إقامة "نظام دولي ديموقراطي ومتعدد الاقطاب". وشدد على ان هناك تنسيقاً وثيقاً بينهما في مجال "الأمن الشمولي". والمعروف ان الروس والصينيين يعارضون المخططات الأميركية لإقامة شبكة الدرع الصاروخية . وأعلن بوتين امس في لقاء مع صحافيين صينيين انه سيستضيف في تموز يوليو جيانغ في موسكو لتوقيع معاهدة تكرس "الصداقة والشراكة" بين الدولتين وتصبح "معاهدة القرن الواحد والعشرين". ويرى المحللون ان موسكو تعهدت تأكيد أهمية الروابط الاستراتيجية مع بكين، لدعم موقف بوتين عشية لقائه المرتقب مع بوش في ليوبليانا. وكان الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن انتقد التصريحات التي اطلقها بوش الإبن وضمنها موقفاً "متغطرساً" من روسيا. وأكد ان خبرته في التعامل مع الرؤساء الأميركيين تفيد انهم سيحاولون "كسب نقاط قبل كل قمة والشروع في المفاوضات من موقع متفوق والضغط من مواقع القوة". وأضاف انه، شخصياً تعرض لمثل هذه الضغوط، لكنه "لم يخضع"، وطلب من بوتين ان يكون مستعداً للصمود في مواجهة موقف مماثل. وعلى رغم ان مواعيد قمة شنغهاي ولقاء الزعيمين الروسي والصيني كانت حددت قبل الاتفاق على قمة لوبليانا، فان المراقبين يعتقدون ان بوتين سيستثمر "العمق الآسيوي" ورقة لمواجهة الضغوط الاميركية، خصوصاً ان بوش يتوقع الحصول على دعم اوروبي لمخططاته في شأن شبكة الردع الصاروخية وتوسيع حلف شمال الاطلسي وسائر الملفات الحساسة بالنسبة الى الروس، او تغاضٍ عنها.