بكين - أ ف ب - كشفت روسياوالصين عن العلاقات المتميزة التي تربط بينهما امس بمناسبة زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى بكين، وانتقدتا المشروع الاميركي للدفاع المضاد للصواريخ الذي دعتا العالم الى التصدي له. وأكد بوتين والرئيس الصيني جيانغ زيمين في اعلان مشترك هو احدى الوثيقتين اللتين وقعاها ان "روسياوالصين تعتبران ان أسس هذه الخطة هي النزوع الى تفوق احادي الجانب على الصعيد العسكري والأمني". وأشار الاعلان، من جهة اخرى، الى ان "الدول التي ستعلن موافقتها على المشروع المضاد للصواريخ ستتحمل كامل المسؤولية عن زعزعة الاستقرار الدولي وكل ما ينجم عنه من مضاعفات". وفي هذه المناسبة، وجهت موسكووبكين نداءً الى المجموعة الدولية "للاستمرار في ايلاء اهتمام كبير للدول التي تحاول تطوير نظام دفاعي مضاد للصواريخ مهددة بإحداث خلل استراتيجي عالمي". وحرص بوتين، الذي يقوم بزيارته الاولى الى الصين منذ انتخابه في 26 آذار مارس الماضي، على التأكيد على ان هذه الزيارة "هدفها تعزيز العلاقات بين روسياوالصين". واعتبر جيانغ زيمين امس ان العلاقات الروسية - الصينية "تتطور بشكل جيد". وأشار "اعلان بكين"، وهو الوثيقة الثانية التي يوقعها بوتين وزيمين الى ان "روسياوالصين تريدان السلام والاستقرار وتطوير التعاون، لكنهما تعلنان رفضهما الهيمنة والضغوط الرامية الى التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة". وفي وقت تدعم الصين التدخل الروسي في الشيشان، اكدت موسكو في "اعلان بكين" انها "تعتبر تدخل قوى خارجية في تسوية مسألة تايوان امراً غير مقبول باعتبار انها مسألة صينية داخلية بحتة". وبالاضافة الى قضايا السياسة الدولية التي قررت موسكو من اجلها الاتجاه بقوة نحو آسيا، شدد بوتين وجيانغ زيمين كثيراً على التعاون الثنائي خصوصاً في ما يتعلق بالمسائل العسكرية - التقنية والتربوية. كما وقع البلدان ثلاثة اتفاقات تتعلق "بمتابعة العلاقات في مجال الطاقة"، وتشغيل مفاعل نووي تجريبي في الصين بتكنولوجيا روسية، واتفاق بين البنك الروسي للتجارة الدولية فنيشكونومبنك وبنك الصين. وظهر التوافق واضحاً ايضاً بين الصينوروسيا في "اعلان بكين" في التشديد على "ضرورة توفير الامن والاستقرار الاقليميين". واضاف الاعلان ان "النزعة القومية الانفصالية والارهاب الدولي والتطرف الديني وحركة الاجرام التي تتخطى الحدود تشكل خطراً جدياً على امن الدول المستقلة والسلام والاستقرار في العالم". وفي الوقت الذي تواصل فيه روسيا حربها الثانية في الشيشان تشهد الصين مشاكل في منطقة كسينجيانغ في الشمال الغربي التي تطالب بالاستقلال وتسكنها اكثرية من الاويغوريين المسلمين. وتتصدى الدولتان ايضاً في آسيا الوسطى لتجارة المخدرات والأسلحة. وأعرب بوتين الذي استقبله نظيره الصيني باحتفال كبير في قصر الشعب المطل على ساحة تيانانمين عن ثقته "بنجاح العلاقات الروسية - الصينية لان تحقيق اهدافنا في مصلحة الشعبين الروسي والصيني معاً". ودعا بوتين نظيره الصيني الى زيارة روسيا في 2001. ويغادر بوتين بكين اليوم متوجهاً الى بيونغ يانغ في اول زيارة يقوم بها رئيس روسي الى كوريا الشمالية.