بكين - أ ف ب - تواجه الجبهة الصينية - الروسية الجديدة ضد "الهيمنة" الاميركية، التي تجلت من خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبكين، واقعاً اقتصادياً مريراً يتمثل في حاجة البلدين الماسة لمساعدة الدول الغربية في تحقيق التنمية، كما يرى الخبراء. وخلال قمة بوتين ونظيره الصيني جيانغ زيمين الثلثاء الماضي اقام الرئيس الروسي جبهة مع بكين ضد مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ الذي يرى فيه البلدان تهديداً للقوة الرادعة لكل منهما. ويقول جان بيار كابستان مدير مركز الدراسات الفرنسية حول الصين المعاصرة في هونغ كونغ "انها جبهة متينة في الظاهر"، مضيفاً ان "الصينيين حصلوا على نصر ديبلوماسي كبير مع تأييد الروس لمواقفهم بشأن الدرع الاميركية المضادة للصواريخ وبشأن تايوان". وسعى بوتين قبل قمة مجموعة الثماني المنعقدة حالياً في اليابان الى تعزيز موقفه بزيارة بكين وبيونغيانغ. ويرى الخبير الفرنسي في الشؤون الصينية ان "الروس سعداء بأن يكون لهم حليف يتيح لهم ممارسة الضغط في أي مفاوضات مع الولاياتالمتحدة". الاّ ان الديبلوماسيين يشككون في قدرة الوفاق الصيني الروسي على تجاوز مرحلة التحالف المقتصر على مواجهة واشنطن، اذ ان عقود القطيعة الصينية والسوفياتية الثلاثة تذكّر بأن مصالح الجارين العملاقين لم تكن ابداً متوافقة. ويقول ديبلوماسي غربي "يوجد اتفاق مصالح في مواجهة الدرع الاميركية المضادة للصواريخ، لكن لا توجد جبهة صينية روسية في كل زمان ومكان"، معتبراً ان بكين وموسكو بعيدتان جداً عن التعاون الوثيق الذي جمع بينهما في الخمسينات عندما كان تحديث الصين يعتمد كلياً على الخبراء السوفيات. ولم تسفر قمة بكين سوى عن القليل من النتائج الملموسة، اذ اكتفى البلدان بتأكيد رغبتهما في تنفيذ مشاريع مهملة منذ سنوات ولا سيما في قطاع الطاقة.