اتفق زعماء دول "مجموعة شنغهاي" الخماسية في قمة عقدت في العاصمة الطاجيكية دوشانبه على اتخاذ موقف موحد من "الإرهاب والتطرف الديني والانفصالية"، وايدوا الحملة الروسية في الشيشان، فيما طالب الرئيس فلاديمير بوتين بتعزيز الوجود العسكري لبلاده في آسيا الوسطى وحذر الولاياتالمتحدة من ان نشر شبكة أميركية مضادة للصواريخ سيؤدي الى "خلاف وشقاق". تأسست المجموعة في شنغهاي عام 1996 لتسوية المشاكل الحدودية بين الصين والدول الأربع التي ظهرت الى جوارها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وهي روسيا وطاجيكستان وكازاخستان وقرغيزيا. إلا ان المحللين اعتبروا "خماسي شنغهاي" منتدى يجري في إطاره اقتسام النفوذ في آسيا الوسطى بين القطبين: الصيني الصاعد والروسي المنكمش. ووقعت اتفاقيات لخفض القوات المسلحة وتعزيز اجراءات الثقة في المناطق الحدودية، وتحول "الخماسي" اثرها الى آلية للتعاون الاقليمي. وانعقدت قمة دوشانبه وفق صيغة "5"1" اذ انضم اليها الرئيس الاوزبكي اسلام كريموف الذي ليس لبلاده حدود مع الصين. واكد في كلمته على ان الوفاق بين "الدولتين العظميين" روسياوالصين شرط رئيسي لضمان الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة. وعلى هامش القمة عقد لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي والصيني هو الأول منذ انتخاب بوتين رئيساً قبل 100 يوم بالضبط. وأعلن وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ان بوتين سيزور بكين لتوقيع وثائق "تطوير الشراكة الاستراتيجية للقرن الواحد والعشرين". وايدت الصين وسائر الدول المشاركة اعتراضات روسيا على نية واشنطن نشر شبكة صاروخية مضادة للصواريخ خلافاً للمعاهدة المعقودة مع موسكو عام 1972. وحذر بوتين من ان نشر الصواريخ الاميركية "سيقوض التوازن العالمي ويدخل على الوضع الدولي مصادر جديدة للخلاف والشقاق". واكد بيان ختامي أصدرته قمة دوشانبه ان الرؤساء اتفقوا على "العمل معاً لمكافحة الارهاب الدولي والتطرف الديني والانفصالية القومية" باعتبارها اخطاراً رئيسية تهدد الأمن الاقليمي. وكانت روسيا ودول آسيا الوسطى وقعت اتفاقاً لمكافحة "الأصولية الدينية". واشار مسؤولون في هذه الدول الى خطر "السلفية" الاسلامية وتزايد نشاط منظمات دينية في المثلث الحدودي بين قرغيزيا وطاجيكستان واوزباكستان. وانضمت الصين التي تواجه مشاكل في المناطق الاسلامية الى جهود مكافحة "التطرف". واتفق القادة على تشكيل هيكل اقليمي لمكافحة الارهاب مقره العاصمة القرغيزية بيشكيك ودعا المجتمعون الى اعلان آسيا الوسطى منطقة خالية من السلاح النووي. واعربوا عن قلقهم بسبب استمرار الصراع العسكري - السياسي في افغانستان ودعوا الى مفاوضات سلمية للتسوية على ان تلعب فيها الاممالمتحدة دوراً رئيسياً. وذكر سكرتير مجلس الأمن القومي في روسيا سيرغي افانوف ان الرؤساء ايدوا القيادة الروسية واكدوا انها تتصرف في صورة صحيحة في الشيشان وان السبيل الذي سلكته هو الوحيد الممكن. وشدد بوتين في كلمة القاها بعد انتهاء القمة على ان دحر الارهابيين "عسكرياً ليس كافياً" ودعا الى "نزع سلاحهم الايديولوجي" ومنعهم من استغلال شعار الدفاع عن الدين. وابدى الرئيس الروسي ارتياحه الى كون "منتدى شنغهاي" لم يعد يقتصر على بحث القضايا الحدودية، وشدد على ان هذا الكيان "ليس نادياً مغلقاً بل منظمة مفتوحة" لكل دول المنطقة. واعتبر المراقبون هذا التصريح اشارة الى احتمال الموافقة على انضمام الهند وايران الى "مجموعة شنغهاي".