جدد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان رفض بغداد السماح لمفتشي الأممالمتحدة باستئناف نشاطهم، واصفاً اياهم بأنهم "جواسيس"، لكنه لمح إلى إمكان قبول العراق رقابة دائمة على برامج التسلح، فيما علمت "الحياة" أن ديبلوماسيين من روسياوالولاياتالمتحدة يناقشون في بروكسيل مستقبل نظام العقوبات. وأعلن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أن بغداد طلبت من موسكو استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن، لمنع صدور "أي قرار جديد". موسكو - "الحياة" -قال طه ياسين رمضان في حديث إلى صحيفة "فريميا نوفوستيه" الروسية إن موسكو أبلغت بغداد عناصر مبادرتها في شأن "مقايضة" عودة المفتشين برفع العقوبات، لكن العراق رفضها و"فوجئ" حين احالتها روسيا على مجلس الأمن. وزاد ان العراق "ليس بحاجة إلى جواسيس يعملون لمصلحة واشنطن"، مشيراً إلى أن المفتشين "لن يدخلوا ما دمنا أحياء". وذكر رمضان، الذي زار موسكو الشهر الماضي، أنه أبلغ الجانب الروسي رأي القيادة العراقية، واتفق على "وقف مسيرة" المبادرة الروسية. ورداً على سؤال عن كيفية مراقبة الأسلحة المحظورة، قال رمضان: "يمكن أن نتفق، والمهم أن ترفع العقوبات وتنفذ مطالبنا باحترام سيادة العراق". وتابع ان تخلي الولاياتالمتحدة وبريطانيا عن التمسك بمنطقتي الحظر الجوي "سيجعل العراق يبحث عن أشكال للتعاون". ورفض اعتبار غزو الأراضي الكويتية خطأ، لكنه قال إن بغداد "تعترف بسيادة الكويت". وحمل بشدة على الديبلوماسي الروسي يولي فورونتسوف الذي كلفه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان متابعة ملف الأسرى، وزاد أن "فورونتسوف يمثل الحكومة الأميركية وليس الروسية، وليس لدينا أسرى، بل هناك مفقودون عراقيون وكويتيون وسعوديون" ومن دول أخرى. ونفى أنباء عن تدهور صحة الرئيس صدام حسين. إلى ذلك، علمت "الحياة" ان الكسندر سلطانوف، المدير العام لدائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الروسية، توجه إلى بروكسيل ليناقش مع وفد أميركي مستقبل نظام العقوبات المفروضة على العراق. وقال ل"الحياة" مصدر قريب إلى الخارجية الروسية إن الأميركيين يريدون من موسكو أن توافق على "الأفكار العامة" للعقوبات، في حين يطالب الروس بإطلاعهم على التفاصيل قبل إبداء رأيهم. وهذه الجولة من المحادثات هي الثانية، وكانت الأولى عقدت في جنيف أواخر الشهر الماضي. في بغداد أ ف ب، أعلن طارق عزيز أن بلاده طلبت من روسيا استخدام "الفيتو" في مجلس الأمن لمنع صدور "أي قرار جديد"، مستبعداً "صدور قرار جيد" لرفع الحظر. وخلال لقائه المشاركين في "المؤتمر القومي العربي الحادي عشر" ليل الأحد - الاثنين، قال طارق عزيز: "طلبنا من الأصدقاء الروس مرتين ألا يسمحوا بصدور قرار جديد، أياً يكن، عن مجلس الأمن". وأوضح ان الطلب قدم خلال زيارة مبعوث روسي بغداد، وزيارة طه ياسين رمضان موسكو. وأضاف طارق عزيز في حديثه الذي بثته "قناة العراق الفضائية" أمس: "لا نتوقع صدور قرار جيد بمعنى رفع الحصار ووقف العدوان على العراق". وعن "العقوبات الذكية" التي تسعى إليها الولاياتالمتحدة، قال نائب رئيس الوزراء العراقي، إن لهذه العقوبات جانباً يصدر عن مجلس الأمن، معرباً عن أمله ب"ألا يصدر هذا الجانب، وأن يستخدم الأصدقاء الروس الفيتو ويقتلوه. ولو افترضنا جدلاً أن قراراً من هذا النوع صدر، فنحن لا ننفذه بمقدار ما يتعلق الأمر بنا مثل القرار 1284".