بغداد، المنامة، الكويت، دبي، القاهرة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - جدد العراق تمسكه بقراره رفض التعاون مع لجنة الأممالمتحدة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية "اونسكوم". وأكد أنه لن يتراجع عن هذا القرار معلناً التعبئة العامة لمواطنيه. فيما استمرت الولاياتالمتحدةوبريطانيا في الضغط على العراق وتحذيره من ضربة عسكرية في حال استمراره في موقفه، في حين واصل مفتشو الأسلحة مغادرة بغداد. وفي هذا الاطار وصل وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون الى المنامة آتياً من الكويت حيث حذر العراق من أنه "لا يملك الكثير من الوقت" لتجنب ضربة عسكرية. وأشاد نائب أمير دولة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمس خلال اجتماعه مع روبرتسون بالعلاقات المميزة التي تربط بريطانيابالبحرين. وعرض مع الوزير البريطاني مجمل التطورات على الساحتين الخليجية والعربية والقضايا موضع الاهتمام المشترك. فيما أكد روبرتسون تطلع بلاده الى مزيد من التعاون مع دولة البحرين. وفي بغداد، قال نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان أمس ان العراق يبقى متمسكاً برفضه التعاون مع مفتشي السلاح الدوليين مؤكداً ان التهديدات الاميركية انما تزيده عزماً في الدفاع عن حقوقه. ونقلت "وكالة الانباء العراقية" عن رمضان ان العراق "لن يتراجع عن قراره وقف كل اشكال التعامل مع اللجنة الخاصة لان قراره موضوعي وعادل وحق مشروع له". واضاف ان "التهديدات الاميركية تهديدات جوفاء وتزيد العراقيين اصراراً وتمسكاً بحقوقهم وعدم التنازل عنها". واتهم رمضان الادارة الاميركية باتخاذ "مواقف عدائية من شعب العراق من خلال هيمنتها على مجلس الامن وجواسيسها في اللجنة الخاصة واللجان الاخرى وسياستها العدائية ضد شعب العراق واختلاق الذرائع لاطالة امد الحصار واعاقة تنفيذ الفقرة 22 من القرار 687" الصادر عن مجلس الامن الذي ينص على رفع الحظر النفطي عن العراق حين تؤكد اللجنة الخاصة انه دمر كل اسلحته. واضاف ان العراق "اوفى بالتزاماته كافة طبقاً للقرار المذكور وعلى مجلس الامن ان ينفذ التزاماته تجاه العراق طبقاً للقرارات ذات الصلة". وكان الرئيس الاميركي بيل كلينتون حذر العراق الجمعة من ان القوات الاميركية في الخليج مستعدة لتوجيه "ضربات سريعة وقوية" لارغامه على احترام قرارات الاممالمتحدة. تعبئة عامة الى ذلك، نقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي. بي. سي" الملتقط بثها في دبي مساء الاحد عن التلفزيون العراقي ان مسؤولاً عراقياً رفيعاً دعا المواطنين الى التعبئة العامة لمواجهة "مؤامرة الاعداء". واضافت الاذاعة ان الفريق أول علي حسن المجيد عضو مجلس قيادة الثورة أعلى هيئة في السلطة، وجه هذه الدعوة خلال تجمع عام اقيم في منطقة المثنى قرب الحدود السعودية-العراقية. وبث التلفزيون ان المجيد دعا الى التعبئة العامة وتوحيد كل القوى "لتعزيز قرار الشعب العراقي الفخور بمواجهة التحديات التي يتعرض لها العراق". واضاف ان "شعبنا الكبير قادر على الحفاظ على قراره ومواجهة مؤامرات الاعداء". وكان العراق بدأ تعبئة المواطنين بعد مقاطعته اعمال مفتشي الاممالمتحدة نهاية الشهر الماضي. وذكرت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم أمس في افتتاحيتها ان "العراق لن يخسر شيئاً" إذا نفذت الادارة الأميركية تهديداتها العسكرية "بل ستكون أميركا هي الخاسرة". وأضافت ان بغداد بحاجة الى تقويم روابطها مع مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة ومع مجلس الأمن بعدما هددت واشنطنوبريطانيا باستخدام القوة لاجبار العراق على الاذعان لمطالب لجنة الأممالمتحدة المكلفة ازالة أسلحة الدمار الشامل العراقية. واعتبرت الصحيفة انه بعد كل "هذه الغطرسة" الأميركية والاستبداد لم يعد أمام العراق خيار سوى إعادة تقويم كل علاقاته مع اللجنة الخاصة ومع مجلس الأمن. وكتبت صحيفة "الجمهورية" الناطقة باسم الحكومة ان التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لن يجبر العراق على العدول عن القرار الذي اتخذه في 31 تشرين الأول اكتوبر بوقف جميع أوجه تعاونه مع اللجنة الى أن يرجع مجلس الأمن عن قراره تعليق مراجعة العقوبات التي فرضتها المنظمة الدولية عليه بعد غزو الكويت عام 1990. وأصدر مجلس الأمن قراراً دان قرار العراق وقف التعاون مع المفتشين الدوليين ويطالب بغداد بالعدول عنه. وذكرت الصحيفة ان تلك التهديدات لن تضعف العراقيين لكنها ستعزز التفافهم حول "زعيمهم" الرئيس العراقي صدام حسين. وشددت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي النجل الأكبر للرئيس العراقي ان "شعب العراق العظيم" ملتزم قرار قيادته ولن يتراجع إلا إذا تحققت مطالبه المشروعة ورفعت عنه العقوبات "الظالمة". الى ذلك، اعلن المبعوث الخاص للامم المتحدة في العراق براكاش شاه انه ناقش الاحد مع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز قرار مجلس الامن الرقم 1205 الذي يطالب العراق باستئناف تعاونه مع خبراء نزع الاسلحة. وقال: "التقيت عزيز وناقشنا تطبيق القرار 1205 الذي تبناه مجلس الامن الخميس الماضي ويدين العراق لوقفه التعاون مع لجنة الاممالمتحدة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم". واحاط شاه تحركاته باطار من التحفظ ولم يذكر تفاصيل نتائج محادثاته. واكتفى بالقول "ان عملي كمبعوث خاص للامين العام للامم المتحدة كوفي انان يتضمن لقاء المسؤولين العراقيين". ونفى معلومات بثها التلفزيون العراقي في وقت متقدم من الأحد مفادها انه دعا انان الى التوجه للعراق للتوصل الى حل لأزمة نزع الاسلحة. وقال ان "هذه المعلومات لا اساس لها". وغادر خمسة من مفتشي الأسلحة بغداد الى البحرين أمس، وقالت كارولين كروس المساعدة الخاصة لمدير مركز المراقبة والتحقق في بغداد للصحافيين ان عشرة آخرين سيغادرون الأربعاء. وغادر 14 مراقباً العراق السبت بعد قرار ريتشارد بتلر رئيس "اونسكوم" تقليص عدد العاملين في بغداد بنسبة 20 في المئة.