كشف رئيس مجلس الدوما البرلمان الروسي غينادي سيليزنيوف اثر عودته من بغداد ان الرئيس صدام حسين اعرب عن رغبته في مقابلة نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتأييده لتعزيز التعاون بين موسكووطهران. واكد ان صدام سيوفد نائبه طه ياسين رمضان الى روسيا الشهر المقبل لتوقيع اتفاق اطار لتطوير العلاقات، بينما دعا نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز موسكو الى ان تكون "بلدوزر" لهدم الحصار المفروض على بلاده. وزار سيليزنيوف بغداد يومي السبت والأحد، وعقد أمس مؤتمراً صحافياً في موسكو أكد فيه انه اجتمع مع صدام ساعة ونصف ساعة، ووجد انه "في تمام الصحة والحيوية". ووصف الرئيس العراقي بأنه "رئيس قوي، ويتمتع بهيبة لا يرقى اليها شك في بلاده وفي العالم العربي". ونقل عن صدام قوله ان بغداد لا تشعر ب"الغيرة" بسبب تعزيز روسيا علاقاتها مع ايران، بل "استحلفكم بالله ألا تتراجعوا وان تستمروا" في التعاون مع طهران. ودعا الرئيس العراقيروسيا الى اتباع "سياسة مستقلة" في العالم العربي، وقال انه يرغب في لقاء بوتين. الى ذلك، اتفق الجانبان على ان يزور طه ياسين رمضان موسكو في 18 نيسان ابرىل لتوقيع اتفاق اطار لتطوير العلاقات العراقية - الروسية. وذكر سيليزنيوف ان بغداد تعهدت تسديد 6.5 بليون دولار هي ديون متراكمة مستحقة لموسكو، في حال "الاستئناف الكامل" للعلاقات الاقتصادية والتجارية، وطلبت من روسيا الاستفادة من المادة 50 من ميثاق الاممالمتحدة التي تسمح للدول الاعضاء في هذه المنظمة بالمطالبة بتعويضات عن خسائرها الناجمة عن فرض عقوبات دولية على بلد ما. وذكر سيليزنيوف بأن خسائر بلاده بلغت 30 بليون دولار، وقال ان الجهات المعنية في موسكو بدأت اجراء "حسابات دقيقة" للمضاعفات المحتملة لهذه الخطوة، التي قد تفسر بوصفها محاولة للخروج على نظام العقوبات. ونقل رئيس الدوما عن طارق عزيز قوله ان روسيا يجب ان تصبح "البلدوزر" الذي يهدم جدار الحصار، فرد سيليزنيوف: "ستشحننا طاقتكم كي نشغل البلدوزر". وذكر طارق عزيز ان العراق "لا يشكل خطراً" على جيرانه، معتبراً ان الولاياتالمتحدة تتحدث عن "خطر مزعوم" من اجل بيع السعودية والكويت أسلحة وإلحاق "ضرر هائل" باقتصاد البلدين. وانتقد رئيس مجلس الدوما اميركا بشدة، متهماً اياها ب"الصلافة والازدواجية"، ومعتبراً ان استمرار الغارات الجوية على العراق و"التدخل الهادف الى اطاحة الحكومة الشرعية" هناك، يشكلان "خلفية سلبية" لجهود ايجابية تركز على تسوية المشكلة. ولاحظ من هذه الجهود الحوار بين بغدادوالاممالمتحدة بعد "القرار الحكيم" الذي اتخذته القيادة العراقية في هذا الشأن. واكد مرافقو سيليزنيوف ان زيارته بغداد كانت "اختراقاً" مهماً، ولفت نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما قسطنطين كوساتشوف الى ان سياسة روسيا في عهد بوتين "غدت اكثر براغماتية، اذ نعود الى حيث يوجد اصدقاؤنا، والأهم حيث توجد مصالحنا".