اندلعت معارك طاحنة امس في الشطر الجنوبي من العاصمة الصومالية مقديشو بين فصيل مسلح وآخر منشق عنه موال للحكومة. وسجل عشرات القتلى والجرحى من الجانبين ومن المدنيين في ما بدا انه محاولة للسيطرة على مطار مقديشو الدولي المقفل منذ العام 1995، وإعادة رسم خريطة القوى المتنازعة لمصلحة الحكومة الانتقالية برئاسة عبدي قاسم صلاد حسن. وذكر بعض المصادر ان اكثر من 22 قتيلاً وسقطوا في هذه المعارك، واكثر من 50 اصيبوا فيها. وعلمت "الحياة" ان زعيم ميليشيات منطقة "حي مدينة" القريب من مطار مقديشو موسى سودي يلحو المعارض للحكومة، كان أمر ميليشياته بمنع نائبه وقائد قواته السابق عمر فينيش من العودة الى الحي واعتقاله لدى عودته من نيروبي. لكن عناصر ميليشيات يلحو انقسمت الى جناحين، واحد مؤيد له وآخر موال لنائبه المنشق. وتطور الخلاف الى معارك عنيفة في الحي احتدمت عند الخامسة فجر امس وكانت لا تزال مستمرة حتى وقت متقدم من الليل. ولم تستطع منظمات الاغاثة المحلية إحصاء القتلى والجرحى بسبب كثافة اطلاق النار، خصوصاً سقوط القذائف الثقيلة في الحي ومحيطه. لكن شهوداً أكدوا ان عدد الضحايا بالعشرات من الجانبين ومن المدنيين الذين فوجئوا باندلاع المعارك فجراً. وموسى سودي يلحو عضو في "مجلس المصالحة والاصلاح الصومالي" الذي يضم الفصائل المعارضة للحكومة الانتقالية. وكان نائبه فينيش انشق عنه وشارك في مؤتمر للمصالحة رعته كينيا بين حكومة صلاد حسن وبعض من معارضيها. وانتهى المؤتمر الاثنين الماضي بتوقيع اتفاق سلام بين الجانبين اللذين تعهدا ايضاً التعاون في مكافحة الارهاب. وأكد الشهود ان القوات الموالية لفينيش استولت على معظم منطقة "حي مدينة" بما في ذلك مستودع للأسلحة والذخائر تابع ليلحو وكذلك مقر قيادته وجزء من المطار الدولي. ويتوقع مراقبون انه في حال سيطرت قوات فينيش على كل المنطقة، فإن الخريطة السياسية للقوى المتنازعة على السلطة في العاصمة ستتغير جذرياً، وسيصبح في امكان الحكومة الانتقالية اعادة فتح المطار الدولي للمرة الاولى منذ العام 1995. ويعني ذلك الانفتاح مجدداً على العالم عبر هذا المرفق الحيوي الذي كان دائماً تحت مرمى مدفعية يلحو. كذلك يصبح في امكان الحكومة استغلال عائدات مالية ضخمة من إعادة تشغيل المطار. لكن حتى ليل امس لم يُعرف ما إذا كان يلحو استطاع ارسال تعزيزات لاستعادة المواقع التي خسرها خلال النهار.