نقل إختيار رئيس جديد للصومال البلاد التي عاشت عشر سنوات من الفوضى الى اعتاب مرحلة جديدة تنطلق اليوم في إحتفال يقام في مدينة عرتا الجيبوتية لتنصيب الدكتور عبد القاسم صلاد حسن رئيساً لمدة ثلاث سنوات. لكن مهمة الرئيس الجديد 58 عاماً تبدو صعبة جداً إذ بادر ثلاثة من زعماء الحرب الصوماليين الى إعلان عدم اعترافهم بإنتخاب صلاد حسن في مؤتمر المصالحة المستمر منذ أيار مايو الماضي. وكان صلاد حسن من أبرز الوزراء في آخر حكومة مستقرة في الصومال في عهد الرئيس السابق سياد بري التي اسقطت بعد معارك دامية في مقديشو في العام 1991 ولم تقم مكانها حكومة أخرى. وإندلعت أمس تظاهرات تأييد للرئيس الجديد في مقديشو ومدن صومالية أخرى. وأعرب المتظاهرون عن دعمهم لجهود صلاد حسن لإنقاذ البلاد. وينتمي صلاد حسن، الذي فاز بعد منافسة ساخنة في الاقتراع الذي شارك فيه أعضاء مؤتمر عرتا ليل الجمعة - السبت، الى فرع هبر جدر في قبائل الهاوية. تفاصيل ص 5 وشغل صلاد حسن الذي تلقى دراسته العليا في موسكو، ويوصف بأنه ذو ثقافة دينية وتفتح إجتماعي، مناصب وزارية مهمة في حكومات سياد بري كان آخرها وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء. ويعرف صلاد حسن بأنه رجل قوى واثق بنفسه وخطيب مفوه ذو خبرة سياسية، كما يتمتع بتأييد قوى المحاكم الاسلامية التي تعتبر قوة سياسية نافذة في مقديشو ومناطق في جنوب البلاد وكبار التجار ورجال الاعمال اضافة الى الولاء القبلي. وتشير أبرز الترشيحات الى أن صلاد حسن سيعين علي خليف جلير الذي انسحب لمصلحته من المنافسة على منصب رئيس الجمهورية في منصب رئيس الوزراء. ومن المرشحين لهذا المنصب أيضاً العقيد عبدالله يوسف أحمد رئيس حكومة "بلاد بونت" والجنرال محمد أبشر موسى. لكن صلاد يواجه معارضة شديدة من زعماء الفصائل الذين عارضوا مؤتمر عرتا ومنهم حسين عيديد وعثمان حسن عاتو وموسى سودي يلحو. ورفض الثلاثة أمس الاعتراف بانتخاب صلاد حسن رئيساً وتعهدوا محاربته. وقال عيديد الرجل القوي في جنوب مقديشو لوكالة "فرانس برس" إن جيبوتي التي رعت المفاوضات التي اسفرت عن تشكيل الجمعية الوطنية الانتقالية تحاول "اقامة حكومة من الدمى في الصومال". وقال زعيم الحرب عاتو ان "احداً لا يحترم مؤتمراً سيطر عليه الاصوليون الذين سيتسببون بمواجهات في الصومال". واضاف ان "ما يسمى تعيين رئيس في عرتا هو بمثابة اعلان حرب". وحذر زعيم الحرب يلحو في بيان نشر في مقديشو الصوماليين، ودعاهم الى اليقظة بمواجهة التطورات السياسية الجديدة الناجمة عن مؤتمر عرتا. وكانت مجموعات اخرى معارضة لمؤتمر عرتا، بينها جمهورية ارض الصومال ومنطقة "بونت لاند"، اكدت ان المؤتمر سيؤدي الى قيام حكومة في المنفى.