تشهد العاصمة الصومالية مقديشو مرحلة انتقالية حساسة عقب مباشرة اللجنة الأمنية الحكومية الموقتة التي شكلها الرئيس الصومالي الجديد عبدي قاسم صلاد حسن اعمالها في نزع أسلحة الميليشيات. ويرأس اللجنة الأمنية الجنرال محمد نور جلال نائب وزير الدفاع في عهد الرئيس السابق محمد سياد بري، وتضم في عضويتها خمسة ضباط آخرين من بينهم الجنرال جلعو مسؤول الاستخبارات الصومالية في الحكومة السابقة. وتعيش مقديشو حالياً أجواء توتر بسبب محاولات زعماء الفصائل المعارضين للحكومة الجديدة عرقلة مهمتها عبر ممارسة أعمال تظهر العاصمة بأنها تمر في حال من الفوضى، وذلك بتنفيذ عمليات سرقة السيارات ونهب المحلات التجارية وغيرها. وأدى ذلك الى شل حركة النقل العام بين بعض أحياء مقديشو. وظهرت أخيراً عصابات مسلحة للاغتصاب والنهب ونشر اشاعات بين السكان عن حتمية اندلاع حرب أهلية جديدة اذا حاولت القوات الجديدة فرض سيطرتها على المدينة. وكان حي مدينة في وسط مقديشو، الذي كانت تسيطر عليه ميليشيات موسى سودي يلحو أبرز مثال على هذه الفوضى الأمنية التي برزت خلال اليومين الماضيين، اذ نفذت عصابات منظمة عمليات واسعة لنهب بعض المحلات التجارية وسرقة المنازل، ووضعت حواجز كثيرة في مداخل حي مدينة، وذلك بعد انتقال موسى سودي الى حي كاران الاسبوع الماضي عقب اختلافه مع قائد قواته عمر فنش الاسبوع الماضي الذي أعلن تأييده للجنة الأمنية الحكومية. وعلمت "الحياة" من مصادر قريبة الى اللجنة الأمنية، ان القوات الحكومية التي تشكلت حديثاً، تنتمي في غالبيتها الى عناصر كانت تعمل لمصلحة المحاكم الاسلامية أو مع كبار تجار العاصمة والقبائل الرئىسية وقوات الشرطة والجيش السابق. وأضافت المصادر ذاتها، ان القوات الحكومية الجديدة ستتجمع في مراكز الشرطة ومعسكرات الجيش داخل مقديشو ونواحيها نهاية الاسبوع. وجمعت اللجنة الأمنية الحكومية أسلحة ثقيلة وخفيفة، واستقطبت آلافاً من عناصر الميليشيات، في اطار مهمتها تأسيس القوات الحكومية ونزع الأسلحة من الميليشيات المختلفة بطرق سلمية. ولم يستبعد مراقبون في المدينة احتمال حصول معارك بين القوات الحكومية وميليشيات فصائل المعارضة لدى مباشرة قوات الحكومة احكام سيطرتها على العاصمة خلال الأسابيع المقبلة. لكن المصادر ذاتها تعتقد ان المعركة النهائية ستكون لمصلحة الحكومة، وذلك في ضوء التأييد الشعبي الذي تحظى به والذي ظهر بوضوح لدى وصول الرئيس صلاد حسن الى مقديشو نهاية الشهر الماضي والاستقبالات التي حظي بها في العاصمة وخارجها، خصوصاً ان سكان البلاد ضاقوا ذرعاً بالحروب والقتل على مدى الاعوام العشرة الماضية.