وصفت مصادر رسمية في الرباط الزيارة التي يبدأها العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم الى مدينة السمارة، العاصمة الروحية للمحافظات الصحراوية، بأنها امتداد لزيارة سابقة الى الأقليم مطلع الشهر الجاري، لكن الملك محمد السادس ارجأ زيارة السمارة بسبب هبوب عواصف رملية قوية. ونفت المصادر ان يكون المغرب تعرض لأي ضغوط دولية. واستندت في ذلك الى ان زيارة العاهل المغربي اليوم هي الثانية من نوعها في أقل من شهر. اذ على رغم انها تزامنت وعرض تطورات قضية الصحراء على مجلس الأمن الدولي، فإن الأخير اكتفى بتمديد ولاية "المينورسو" للافساح في المجال أمام رعاية الوسيط الدولي جيمس بيكر مفاوضات مرتقبة بين الأطراف المعنية حول صيغة "الحل الثالث" لإنهاء النزاع، اي منح سكان الاقليم نوعاً من الحكم الذاتي في اطار سيادة المغرب. واللافت ان زيارة العاهل المغربي التي سيؤدي خلالها صلاة الجمعة في مسجد المدينة تأتي عقب حدوث قلاقل كان اقليم السمارة مسرحاً لها قبل بضعة أسابيع. وقالت مصادر رسمية ان السلطات اعتقلت 15 شخصاً على الأقل بتهم الضلوع في حوادث نتجت عن اشتباكات بين متظاهرين ورجال الأمن لا زال التحقيق جارياً معهم. لكن تنظيمات حقوقية قالت ان أعداد المعتقلين تفوق ذلك كثيراً. وعزت اندلاع الاحداث الى تظاهرة لشبان عاطلين انضم اليها آخرون نتيجة عدم حصولهم على مساعدات. وأعلن قبل ذلك عن صدور عفو ملكي على معتقلين صحراويين كانوا متابعين بتهم الاخلال بالامن العام، ما يحمل الاعتقاد بإمكان صدور عفو مماثل على المتورطين في أحداث السمارة. وكان الملك محمد السادس أعلن مطلع الشهرالجاري عن خطة انمائية للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المحافظات الصحراوية. ودعا الجزائر وجبهة بوليساريو الى مساندة الحل الثالث لنزاع الصحراء، مؤكداً التزام بلاده تنفيذ مقتضيات الحل الذي سترعاه واشنطن وباريس. لكن مصادر ديبلوماسية ألمحت الى ان تطورات قضية الصحراء ستشكل محوراً بارزاً في القمة التي ستجمع العاهل المغربي والرئيس الفرنسي، جاك شيراك الأحد المقبل في المغرب، في حين يسود الاعتقاد بأن اسبانيا التي تعاني علاقاتها والمغرب من تدهور لافت قد تكون عرضت الموقف من القضية خلال اجتماع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار والرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن.