بدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس زيارة إلى مدينة الداخلة في الساحل الأطلسي جنوباً، وذلك ضمن جولة تشمل المحافظات الصحراوية وتعتبر الأولى من نوعها منذ اعتلائه عرش البلاد. ومن المقرر أن يؤدي صلاة الجمعة اليوم في العيون قبل أن يتوجه إلى السمارة شمال شرقي المحافظات الصحراوية قرب الحدود مع الجزائر. وقال مسؤولون مغاربة إن الزيارة تعتبر تأكيداً من الرباط لمواصلة تنفيذ اقتراحات الحل السياسي الذي ينص على سيادة المغرب، لكن أوساط بعثة "المينورسو" في الصحراء ترصد تفاعلات الزيارة في ضوء مؤشرات ايجابية إلى تعامل مجلس الأمن معها، خصوصاً أن جبهة "بوليساريو" سبق أن طلبت إلى المجلس العمل من أجل إلغاء الزيارة التي وصفتها بأنها "استفزازية". لكن مصادر ديبلوماسية عقبت على ذلك بأن "بوليساريو" ترفض الحل السياسي، وأنها وضعت نفسها خارج سياق الحل الذي يدعمه المجتمع الدولي، وأعادت إلى الأذهان تهديدات سابقة صدرت عنها العام الماضي بشن الحرب لدى مرور سباق باريس - دكار عبر الاقليم، لكن جرى احتواء هذا الموقف، ما يحمل على الاعتقاد بأن زيارة العاهل المغربي التي تتزامن مع دعوة الوسيط الدولي جيمس بيكر الأطراف المعنية للدخول في مفاوضات جديدة تدفع في اتجاه تعبيد الطريق أمام الحل. ومن المقرر أن يجتمع الملك محمد السادس مع زعماء القبائل الصحراوية ويدشن مشاريع تنمية في قطاعات الصيد البحري وتوسيع ميناء الداخلة وبناء طرق جديدة.