} تبدأ اليوم الجولة الثانية من مفاوضات لندن بين أطراف نزاع الصحراء الغربية. وفي حين بات شبه مؤكد ان الوسيط الدولي جيمس بيكر سيطرح تصورات جديدة ربما تكون بديلة لاستفتاء تقرير المصير، توقع بعض المصادر ان تنعقد جولة ثالثة من المحادثات قبل نهاية الشهر المقبل. وفي ما يأتي تقريران عن مفاوضات لندن من الرباطوالجزائر. توقعت مصادر غربية ان يعرض الوسيط الدولي في نزاع الصحراء الغربية جيمس بيكر أمام المغرب وجبهة "بوليساريو" في الجولة الجديدة من المحادثات في لندن اليوم، "تصورات جديدة" لحل النزاع "لكن في اطار الأممالمتحدة". وصرح ديبلوماسي غربي على اطلاع بملف الصحراء بأن أي إقتراح حل لا يمكن تمريره خارج نطاق المنظمة الدولية. ورأى ان تلويح الاممالمتحدة بامكان سحب بعثة "المينورسو" من الصحراء يرمي الى حض الاطراف المعنية على ابداء نوع من المرونة ازاء الاقتراحات التي سيعرضها بيكر. وقال مسؤول مغربي أمس ان الرباط لم تتلق أي اقتراحات جديدة، وان ما يعرف ب "الحل الثالث" لا يزيد عن كونه مجموعة أفكار وتصورات طُرحت في السابق. وكشف ان خطة مماثلة تداولها المغرب والجزائر في بداية التسعينات، لكنها لم تُفض الى نتيجة. وتحدث عن اتصالات مع قياديين في جبهة "بوليساريو" لحضهم على العودة الى المغرب، ضمن خطة أطلقت عليها الرباط إسم "التنظيم الجهوي" الذي يعني منح صلاحيات واسعة للإدارة المحلية في ادارة شؤون المحافظات، وضمنها الساقية الحمراء ووادي الذهب. لكن المسؤول المغربي رفض القول هل ستوافق الرباط على مضمون الاقتراحات الجديدة لبيكر أم انها ستطلب وقتاً لدرسها قبل تقديم جواب نهائي. واستدل على ذلك بقول العاهل المغربي الملك محمد السادس ان الصحراء "موضوع اجماع وطني" ودعا المجتمع الدولي الى تفهم ذلك. في غضون ذلك، قال مصدر غربي ل "الحياة" ان الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة وليام ايغلتون زار الرباط أمس قبل التوجه الى لندن وأجرى محادثات مع السفير الاميركي ادوارد غابرييل. لكن مصادر السفارة الاميركية رفضت تأكيد ذلك أو نفيه. وكان لافتاً ان ايغلتون لم يرافق كوفي أنان الامين العام للمنظمة الدولية في زيارته الاخيرة للمغرب، لكنه زار، في المقابل، مخيمات تيندوف واجتمع مع زعيم جبهة "بوليساريو" محمد عبدالعزيز. وقال المصدر الغربي ان الجولة الثانية من مفاوضات لندن قد تليها جولة ثالثة قبل نهاية تموز يوليو المقبل، موعد نهاية ولاية "المينورسو"، وان الوسيط بيكر يريد إحراز تقدم كاف قبل حلول ذلك الموعد وتحديد الامكانات المتاحة أمامه: إن لجهة تفعيل خطة الاستفتاء، او الاتفاق على ما يعرف ب "الحل الثالث". لكن الاعتقاد السائد ان البحث في خطة بديلة للاستفتاء أصبح يفرض نفسه بقوة على الاطراف كافة. الى ذلك، أجرى رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي محادثات في جنيف مع جاكوب كيلينبيرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر، وعرض معه المساعي التي تبذل من أجل اعادة اللاجئين الصحراويين من مخيمات تيندوف جنوب غربي الجزائر الى المحافظات الصحراوية. وألح المسؤول المغربي على الدور الانساني للصليب الاحمر الدولي تنفيذاً لمعاهدة جنيف الخاصة بالأسرى، وقال ان المغاربة "المحتجزين" هناك يعيشون ظروفاً مأسوية. وفي الإطار ذاته، أعرب وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى عن ارتياح بلاده لقرار الهند تعليق اعترافها ب "الجمهورية الصحراوية". وقال ان القرار الصادر عن حكومة دولة كبرى تعتبر من المؤسسين الرواد لحركة عدم الانحياز "يتوج قرارات مماثلة التزمتها عواصم في افريقيا واميركا اللاتينية". وحض الدول التي ما زالت تعترف ب "الجمهورية الصحراوية" على اتخاذ مواقف مماثلة، تأخذ في الاعتبار الأعراف الدولية لجهة "عدم استباق نتيجة الاستفتاء". في الجزائر، توقعت وكالة الأنباء الرسمية أن يقترح جيمس بيكر على اجتماع لندن "حلاً ثالثاً" وأشارت الى أن اقتراحاته "لم يطلع عليها الطرفان حتى الآن"، في حين قال مصدر صحراوي ان جبهة بوليساريو "ليست مستعدة للتفاوض على بديل لا يدخل في اطار مخطط السلام واتفاقات هيوستن". وحملت الجزائر، الجمعة، المغرب مسؤولية التهرب من "الشرعية الدولية" في معالجة قضية الصحراء الغربية. وجاء موقف الحكومة الجزائرية رداً على تصريحات الملك محمد السادس في شأن دور الجزائر في نزاع الصحراء. ونقلت الوكالة الجزائرية عن مسؤولين صحراويين ان المغرب يحاول منذ بدء بعثة "المينورسو" في مراجعة قوائم الناخبين الصحراويين "عرقلة تنظيم الاستفتاء من خلال مناورات تأجيلية بادراج عدد لا متناهى له من الطعون أدى في كل مرة الى تأجيل تنظيم العملية، وبالتالي تمديد ولاية بعثة الاممالمتحدة في الصحراء الغربية". وستجرى محادثات لندن التي تحضرها الجزائروموريتانيا بصفة مراقب، في إقامة خاصة بوزير الخارجية البريطاني روبن كوك. وسبق ان أجرى المغرب و"بوليساريو" محادثات في هذه الإقامة سنة 1997. ويرأس الوفد الجزائري وزير الدولة والعدل السيد أحمد أويحيى برفقة مدير دائرة الشؤون الإفريقية في وزارة الشؤون الخارجية عبدالمجيد بوقرة. أما وفد جبهة "بوليساريو" فسيرأسه محفوظ علي بيبا عضو الامانة الوطنية للجبهة. وسيتمثل المغرب بوزير الخارجية محمد بن عيسى، في حين تتمثل موريتانيا بالامين العام للرئاسة ولد بوبكر أمين.