قال أحد المنشقين الصحراويين عن جبهة "بوليساريو" ان القوات الجزائرية احبطت محاولة فرار لمجموعة من المعتقلين المغاربة في منطقة الرابوني قرب تيندوف غرب الجزائر. وأوضح المنشق في تصريح لدى وصوله الى المغرب ان عدداً من الأسرى المغاربة في منطقة الرابوني التي تعتبر المقر القيادي لجبهة "بوليساريو" رتبوا عملية هروب من معتقلهم في اتجاه المغرب، الاسبوع الماضي. وزاد ان المجموعة المغربية اشترت سيارة من ثلاثة عناصر من جبهة "بوليساريو" يتحدرون من قبيلة الركيبات أولاد موسى، وبدأوا رحلة العودة الى المغرب التي لم تكتمل "بعدما حاصرتهم دورية تابعة للجيش الجزائري في المرتفعات المجاورة لمدينة تندوف على الطريق المؤدية الى الحدود المغربية". وأضاف المنشق الذي نجح في الدخول الى المغرب ان القوات الجزائرية اعتقلت المجموعة المغربية وعناصر "بوليساريو" المتواطئين معهم، في اشارة الى الجماعة التي باعتهم السيارة التي تنقلوا بواسطتها في اتجاه الحدود المغربية. وقالت مصادر مطلعة ان عدد المنشقين الصحراويين عن جبهة "بوليساريو" تجاوز ثلاثة آلاف منذ اعلان العاهل المغربي الملك الحسن الثاني في 1989 العفو عن المتحدرين من أصول صحراوية الذين تبنوا في بداية السبعينات مسألة تقرير المصير في الصحراء الغربية ولجأوا الى تندوف. يذكر ان المغرب استقبل أبرز قياديي "بوليساريو" بعد انشقاقهم عن الجبهة، ومنهم ابراهيم حكيم الذي يشغل حالياً منصب سفير متجول وعمر الحضرمي محافظ مدينة قلعة السراغنة. وكانت منظمات مغربية تعنى بحقوق الانسان طلبت أخيراً من منظمة الاممالمتحدة التدخل "لفك الحصار المضروب على الصحراويين" في مخيمات تندوف، ودانت "الأوضاع اللانسانية التي يعيشون فيها". وينص اتفاق هيوستن بين المغرب وجبهة "بوليساريو" الذي تم التوصل اليه العام الماضي برعاية الوسيط الدولي جيمس بيكر على اعادة توطين اللاجئين الصحراويين بعد الانتهاء من أعمال تحديد الهوية في الصحراء المغربية المقرر في آخر آب اغسطس الجاري. وقد أعلنت بعثة الاممالمتحدة المكلفة تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "المينورسو" ان اعداد المعتمدين في قوائم الاقتراع تجاوز 145 ألف شخص منذ استئناف اعمال تحديد الهوية في آب اغسطس 1994 . وتجري أعمال تحديد هوية المتحدرين من أصول صحراوية في عشرة مكاتب تابعة لپ"المينورسو" في محاولة لتنفيذ البرنامج الذي أقرته الاممالمتحدة للانتهاء من عملية الاحصاء في آخر هذا الشهر، للافساح في المجال أمام إزالة الألغام واعادة توطين اللاجئين، وتنظيم استفتاء تقرير المصير المقرر في شباط فبراير المقبل. وقال رويترز متحدث باسم الاممالمتحدة انها اغلقت واحداً من مكتبين لتسجيل ناخبي الصحراء الغربية في العاصمة المغربية تمهيداً للاستفتاء. وقال الناطق ان المكتب "حقق أهدافه الاساسية، ولم يعد هناك حاجة اليه".