يُتوقع ان يُصدر مجلس الأمن خلال يومين تقريراً جديداً عن الصحراء الغربية في ضوء الاتصالات التي أجراها الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة جيمس بيكر مع أطراف النزاع والتي جرى آخرها في برلين الشهر الماضي. وسيتناول تقرير المجلس آخر تطورات النزاع، لكن يُعتقد بأنه لن يتضمن أي "مفاجآت" تتعلق بسبل تنفيذ "خطة التسوية" التي اتفق عليها أطراف النزاع الصحراوي في هيوستن الولاياتالمتحدة سنة 1997. وسيمدد المجلس مهمة بعثة الاممالمتحدة في الصحراء المينورسو والتي تنتهي في 31 تشرين الاول اكتوبر الجاري. ويأتي تقرير مجلس الأمن بعد أيام من لقاء حصل في نيويورك بين الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان وزعيم جبهة "بوليساريو" السيد محمد عبدالعزيز. وقالت أوساط قريبة من "بوليساريو" ان عبدالعزيز كرر أمام أنان تمسكه ب"خطة التسوية" وضرورة إجراء استفتاء لتقرير المصير. وأضافت ان عبدالعزيز أبلغ الأممالمتحدة أسباب رفض "بوليساريو" دعوة المغرب الى عقد "محادثات مباشرة"، قائلاً ان شرط الجبهة للمشاركة في أي لقاء من هذا النوع هو ان "ينحصر" النقاش في سبل تنفيذ خطة الاستفتاء وليس البحث في "حل ثالث" بديل للإستفتاء. وتابعت ان "بوليساريو"، المدعومة من الجزائر، أبلغت المعنيين بالنزاع الصحراوي انها ستعاود عملياتها المسلحة بدءاً من كانون الأول ديسمبر المقبل، في حال عدم حصول تقدم في إجراءات التحضير للإستفتاء. وتسيطر القوات المغربية على معظم الصحراء، في حين تملك "بوليساريو" معسكرات كبيرة داخل الأراضي الجزائرية. وكان وفد المغرب الى محادثات برلين التي جرت في أيلول سبتمبر ورعاها بيكر، وزير الخارجية الأميركي السابق، فاجأ الحضور بطرحه عقد "مفاوضات مباشرة" مع "بوليساريو" لحل الإشكالات بين الطرفين. وعلى رغم ان الطرفين عقدا في السابق جولات عدة من المفاوضات المباشرة شارك فيها الملك محمد السادس وكان لا يزال وقتها ولياً للعهد، إلا ان اقتراح الرباط عقد المفاوضات الجديدة أثار مخاوف لدى "بوليساريو" من ان المغرب يريد مناقشة حل بديل للإستفتاء، يمكن ان يتمثّل في منح الأقاليم الصحراوية نوعاً من اللامركزية الواسعة شرط البقاء تحت السيادة المغربية. ويقول المغرب ان نتيجة الاستفتاء ستكون لمصلحة الإندماج في حال كان "استفتاء حراً يُشارك فيه جميع الصحراويين". وبعث نيويورك، "الحياة"، مندوب المغرب لدى الأممالمتحدة السفير أحمد السنوسي برسالتين الى الأمين العام ورئيس مجلس الأمن ضمّنهما مذكرة مغربية تشرح ان الرباط مستعدة لحوار مباشر بين أطراف نزاع الصحراء هدفه ايجاد "حل سياسي للنزاع" غير حل الاستفتاء. وشددت المذكرة على ان نزاع الصحراء "مصطنع"، وان الرباط مقتنعة ان "الأطراف الأخرى" في إشارة الى "بوليساريو" والجزائر تريد "استفتاء يتفق ورغباتها ويستبعد الغالبية العظمى من الصحراويين من الاستفتاء".