علمت ( اليوم ) من مصادر في العاصمة الأمريكيةواشنطن ان الولايات المتحدة اتخذت قرارا بتأجيل الهجوم على العراق لستة أشهر مقبلة بناء عن معلومات وصلت لوزير الدفاع الامريكي عن سلاح عراقي خطير يمكن ان يفاجئ امريكا ،وأكدت تلك المصادر أن الضغط الامريكى على العراق سيستمر بل وسيتصاعد فى الشهور المقبلة، ولكن أصبح من غير المؤكد أن تقوم امريكا بالهجوم خلال الأشهر الستة المقبلة، وذلك انتظارًا لتقارير المفتشين بعد عدة أشهر، وذلك رغم اعتراض واشنطن أساسًا على قرار الأمم المتحدة بالنسبة للمفتشين. وأكدت المصادر ان السر وراء ذلك أن وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) ووزير الدفاع الامريكى رامسفيلد شخصيًا تلقيا معلومات تحدثت عن نوع خطير من الأسلحة يملكه العراق، ويمكن أن يحدث مفاجأة للقوات الامريكية فى حالة الهجوم على العراق، ومن ثَمَّ يكلفها خسائر ضخمة ليست فى الحسبان، يمكن أن تسبب حالة من الغليان لدى الشعب الامريكى ضد الحرب وتضع الإدارة الامريكية فى موقف صعب. التأجيل مفضل وحسب المعلومات فإن الإدارة الامريكية قررت انتظار تقارير المفتشين للتأكد من صحة هذه المعلومات وبعدها سيتقرر الموقف الامريكى من الهجوم على العراق. وأضافت المصادر أن واشنطن تفضل قرار التأجيل خاصة أنه سيبدو فى ظاهره متوافقًا مع المعارضة الدولية لضرب العراق، وقالت المصادر: إن هذا الخبر ربما يكون من النوع التكتيكى الذى تطلقه واشنطن للتمويه، لكن يبقى احتمال صحته قويًا وأن الأحداث فى الأيام القليلة المقبلة ستبرهن ذلك. وكانت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية قد كشفت في عددها الصادر امس، نقلاً عن صحيفة (واشنطن بوست) التي استندت بدورها الى مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية عن ان قوات كوماندوز اسرائيلية عملت مؤخرا سرا في غرب العراق بغية اكتشاف هذا السلاح العراقي الذي تخشاه امريكا . وحسب الصحيفة، بعثت اسرائيل خلال الصيف قوات خاصة الى منطقة مطارات سلاح الجو العراقي اتش 3 المتاخمة للحدود العراقية - الاردنية، وهدف القوات كان معرفة ما اذا كان يوجد لدى العراق، اضافة الى قاذفات صواريخ، طائرات بلا طيار ذات قدرة على حمل السلاح الكيماوي والبيولوجي. وقالت الصحيفة انه اتضح خلال زيارة شارون لواشنطن ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون اقترح على كبار ادارة بوش مساعدات اسرائيلية في الهجوم على مواقع الصواريخ في غرب العراق، مع بداية الحرب. وكان اقتراح المساعدات السخية لشارون قد جاء في نبأ اوردته وكالة الانباء (آي.بي) استنادا الى مصادر في البيت الابيض والبنتاغون ووزارة الخارجية الامريكية.. وحسب الوكالة اقترح شارون عملية مندمجة لقوات خاصة من الدولتين. وفي تقرير آخر جاء ان المساعدات التي اقترحها شارون كانت استخباراتية فقط وتسجيل معلومات عن مواقع عراقية واقتراحات حول كيفية ابطالها في المرحلة الاولى من الهجوم. في هذه المرحلة ليس واضحا كيف ردت الولايات المتحدة على الاقتراحات الاسرائيلية والتقارير عن عمليات اسرائيل في العراق. والواضح هو ان الامريكيين لا ينوون توفير شيء في محاولة لمنع الهجوم العراقي على اسرائيل بحيث ان الهدف واضح وهو ان الجيش خارج صورة الحرب. وخلال زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية لواشنطن وعده كبار ادارة بوش بانه فور بدء العملية ستخصص الولايات المتحدة قوات خاصة لتشخيص قذائف اسكاد غربي العراق وتدميرها. وحسب الامريكيين فان مهمة تدمير صواريخ سكاد تتصدر قائمة الاهداف الامريكية في المرحلة الاولى من الحرب. استبعاد تركياوالكويت وأوضحت تلك المصادر ان القيادة المركزية الامريكية أبلغت قطر بذلك القرار رسميا وأنه بذلك يكون قد تم استبعاد تركياوالكويت والقواعد الأخرى الى مرحلة لاحقة خاصة فى ظل تردد تركى ورفض شعبى كويتى لمثل هذه الخطوة . ويأتي ذلك فى الوقت الذى قالت فيه مصادر أخرى مطلعة فى لندن ان مخططين عسكريين بريطانيين كبار سيشاركون نظراء امريكيين في التخطيط الأخير للعمليات العسكرية المحتملة لغزو العراق ، وستجري مناورات عسكرية خلال شهرنوفمبر المقبل في قطر وهي بمثابة (بروفة) للعمليات المقبلة. وقالت تلك المصادر ان قوات مدرعة بريطانية على مستوى من الكفاءة ستشارك في المناورات ومن أهمها فرقة المدرعات الاولى التي تتمركز في المانيا، اضافة الى فرقتين ثانيتين. وسيشارك في الاجتماعات ضباط كبار من مركز القيادة العامة المشتركة للعمليات في الجيش البريطاني فى / نورث وود / التي تعتبر مركز التخطيط الدائم للقوات المسلحة البريطانية. وأشارت المصادر الى انه جرى في الشهرين الاخيرين توسيع قاعدة (العديد) القطرية لتكون مقرا لقيادة العمليات العسكرية الامريكية ضد العراق، اضافة الى انها ستكون منطلقا لغارات جوية ضد الاهداف العراقية. وتقول المصادر العسكرية البريطانية انه على الرغم من ان قرارا سياسيا لم يصدر بعد من جانب الحكومة البريطانية في ارسال قوات للمشاركة في غزو العراق (الا ان مناورات تجريبية من هذا النوع مهمة تحسبا لأي طارىء). واضافت ان المخططين العسكريين البريطانيين ونظرائهم الامريكيين سيدرسون على ارض الواقع مسائل متعلقة بطبيعة الاتصالات والعمليات البرية والبحرية والجوية بين مختلف الاطراف والقوات التي ستشارك في العمليات العسكرية المحتملة ضد العراق. وتتمنى الولايات المتحدة على بريطانيا ان تشارك بقوات مدرعة ثقيلة متميزة الأداء في العمليات العسكرية المقبلة. لهجة جديدة من جهة أخرى ، وفي أقوى إشارة حتى الآن إلى استعداد الولايات المتحدة لقبول بقاء صدام في السلطة إذا نفذ مطالب الأمم المتحدة بنزع أسلحته وذلك رغم السياسة الامريكية الداعية إلى تغيير النظام في العراق.. قال الرئيس الامريكي جورج بوش إن السياسة الامريكية حيال العراق لاتزال تركز على تغيير نظام الحكم فيه. لكنه أضاف ان صدام حسين إذا استجاب لجميع مطالب الأمم المتحدة بنزع سلاحه فهذا يعني أن النظام قد تغير. كما تعكس التصريحات تخفيف حدة اللهجة التي تستخدمها الولايات المتحدة في الوقت الذي تقدمت فيه بمشروع قرار جديد إلى الأمم المتحدة يتضمن إجبار العراق على الالتزام بمطالب الأمم المتحدة بنزع أسلحته. فقد أعلنت وزارة الخارجية الامريكية أن واشنطن قدمت أول أمس الاثنين مشروع قرار معدل بشأن نزع أسلحة العراق إلى الدول الأربع الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن, جاء ذلك أثناء جلسة مشاورات دعت إليها واشنطن الدول الخمس التي لها حق النقض( الفيتو) لمناقشة الصيغة الامريكية التي تشدد إجراءات التفتيش عن الأسلحة في العراق. ملامح المشروع وأوضح المتحدث باسم الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر أن واشنطن وزعت في اللقاء نص الصيغة المعدلة على مندوبي فرنسا والصين وروسيا وبريطانيا. وقال إنها تحقق جميع أهداف الولايات المتحدة. وأضاف أن مشروع القرار الامريكي يمنح المفتشين الدوليين صلاحيات قوية للقيام بعمليات تفتيش دون أي قيود. كما يتضمن مشروع القرار تحذيرا للعراق من عواقب عدم الالتزام به. وتقدم أحدث المقترحات الامريكية حلا وسطا لا يذكر تفويضا صريحا باستخدام القوة على العراق لكنها توفر مظلة قانونية بشكل ما لشن هجوم على بغداد من خلال تضمينها تحذيرا من عواقب وخيمة إذا عرقل العراق عمليات التفتيش. وأعلن البيت الأبيض أنه أحرز تقدما في المناقشات الجارية بشأن صياغة وتبني القرار الجديد. فيما قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان عقب وصوله إلى قرغيزستان إنه إذا أبلغ كبير المفتشين هانز بليكس مجلس الأمن أن العراق يواصل تحدي المجلس فعندئذ سيقرر المجلس ما سيفعله لاحقا, وأعرب عنان عن توقعه بأن يصدر المجلس قرارا بالإجماع عن العراق. أما المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي فقد طلب من الولايات المتحدة وحلفائها منح المفتشين الدوليين لنزع الأسلحة فرصة للقيام بعملهم في العراق قبل اتخاذ أي إجراء آخر. وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست حث البرادعي بغداد على تسهيل وصول المفتشين إلى كل المواقع بما فيها قصور الرئاسة. الموقف الروسي في هذه الأثناء أعلن نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف أن القرار الجديد الذي ستقدمه واشنطن إلى مجلس الأمن بشأن العراق يجب ألا يعطي تفويضا مطلقا للجوء إلى القوة. وأضاف أن موسكو تأمل بألا يتضمن مشروع القرار عناصر لا يمكن القبول بها كتلك التي كانت واردة في المشروع الامريكي البريطاني السابق. وقد وصل هانز بليكس إلى روسيا أمس الثلاثاء لإجراء محادثات مع وزير الخارجية إيغور إيفانوف. وذكرت وكالة أنباء إيتار تاس الروسية أن بليكس وإيفانوف سيبحثان شروط عودة مفتشي الأسلحة إلى العراق. وفي الوقت ذاته واصلت الولايات المتحدة حشد قواتها في الخليج العربي حيث بدأ الجيش الامريكي بنقل قوة هجومية تضم حوالي 20 مروحية أباتشي هجومية من أوروبا إلى الكويت. وقال مسؤول بالبنتاغون إن العملية بدأت الأسبوع الماضي وشملت نقل حوالي 450 جنديا من الفوج 11 المحمول جوا المتمركز في ألمانيا إلى الكويت إضافة إلى ست مروحيات بلاك هوك. وكانت هذه القوة قد نشرت في أوروبا للمشاركة في حملة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو عام 1999.