عمان - أ ف ب - يرى مفكرون واسلاميون اردنيون ان استمرار الضربات الاميركية -البريطانية على افغانستان خلال شهر رمضان قد يؤدي الى زيادة مشاعر العداء للولايات المتحدة في العالمين العربي والاسلامي، خصوصا اذا لم تطلق واشنطن مبادرة لتسوية المشكلة الفلسطينية. واذا كان الاردن دان، رسميا وفي شدة، الاعتداءات في الولاياتالمتحدة في11 ايلول سبتمبر، فان محللين وشخصيات اسلامية اردنية تعتبر المشاعر المعادية لواشنطن نتيجة مباشرة للسياسات الاميركية ازاء الصراع العربي - الاسرائيلي. وقال عبد اللطيف عربيات، الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي المنبثق عن جماعة "الاخوان المسلمين"، عن استمرار القصف الاميركي لافغانستان خلال رمضان ان "الجريمة الاولى التي اقترفها الاميركيون تتمثل في شن الحرب على شعب فقير ومسالم. وهذه جريمة ضد الانسانية. اما الجريمة الثانية فستكون مواصلة هذه الحرب خلال شهر رمضان". واعرب عربيات، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، عن اعتقاده بان هذا الامر "استفزاز لمشاعر المسلمين لان رمضان شهر له خصوصيته". وقال: "اذا كانت الولاياتالمتحدة صادقة في تأكيداتها انها تحترم الدين الاسلامي وان حربها ضد الارهاب وليست ضد الاسلام، لكان عليها ان توقف اعتداءاتها خلال شهر رمضان". واذا كانت الشريعة الاسلامية لا تتضمن نصا يحرم الحروب خلال شهر الصوم، لكن استمرار القوة العظمى الاولى في العالم في شن هجمات ضد بلد سكانه من المسلمين ويعد من افقر دول العالم، سيكون امرا من الصعب تقبله في العالم الاسلامي. وفي هذا الاطار، اعرب استاذ علم الاجتماع الاردني سري ناصر عن تخوفه من ان يؤدي استمرار الضربات في رمضان الى جعل المتشددين المسلمين اكثر راديكالية. وتوقع نتيجة لذلك ان "تزداد المشاعر السلبية تجاه الولاياتالمتحدة وان يحاول المتعصبون دينيا القيام بهجمات" ضد واشنطن. واضاف ناصر عاملا آخر يؤدي الى تصاعد العداء ضد واشنطن، يتمثل في مشاهد الاطفال الافغان الذين يقتلون او يشوهون من جراء عمليات القصف الاميركي".