مع انتظار الاعلان عن نتائج التنقيب عن النفط الذي بدأته شركات اميركية في جنوب المغرب ويُتوقع اعلانه الشهر المقبل، قال مصدر من وزارة الطاقة ل"الحياة" ان استمرار ارتفاع اسعار الطاقة في السوق الدولية "سيضغط بقوة على احتياط البلاد من العملات الصعبة". وتوقع ان تفوق قيمة فاتورة الواردات نهاية السنة الجارية 1.6 بليون دولار اذا استمر سعر النفط فوق 30 دولاراً للبرميل. واشار المصدر الى ان كلفة استيراد البرميل الواحد بلغت 33 دولاراً في سوق روتردام الهولندية التي يستخدمها المغرب في تحديد الاسعار في السوق المحلية. تراجع الاحتياط النقدي وكان الاحتياط النقدي لدى البنك المركزي تراجع الى اقل من ستة بلايين دولار خلال النصف الاول من السنة بسبب ارتفاع مشتريات النفط والقمح، وستكلف هذه المشتريات نحو بليوني دولار تقتطع من احتياط المغرب النقدي الذي يكفي نصف سنة من توريد السلع والخدمات. ونتيجة ذلك تفاقم عجز الميزان التجاري بنسبة 40 في المئة خلال النصف الاول من السنة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، وبلغ العجز 22.6 بليون درهم نحو 2.2 بليون دولار وهي اكبر نسبة عجز في التجارة الخارجية التي فقدت 6.8 نقطة في اقل من سنة وتراجعت تغطية الواردات بالصادرات الى 62.3 في المئة. ويُتوقع ان يزيد العجز على اربعة بلايين دولار نهاية السنة ما سيدفع المغرب الى استخدام جزء آخر من الاحتياط الذي كان تحسّن بعد تخصيص الشبكة الثانية للهاتف النقال التي درّت على البلاد 1.1 بليون دولار. واشار المصدر الى ان المغرب لن يزيد سعر المحروقات في محطات التوزيع على رغم ارتفاع الاسعار الدولية تجنباً للمضاعفات المحتملة على الاقتصاد المحلي والمستهلكين. وسيدفع صندوق المقاصة نحو 40 مليون دولار للحفاظ على مستوى الاسعار الشهر المقبل الذي يصادف بدء السنة الدراسية. وكان الصندوق الذي يتولى دعم اسعار المواد الاساسية انفق 230 مليون دولار في النصف الاول من السنة للحفاظ على اسعار المحروقات ومنعها من الارتفاع. مناقصة دولية ويستعد المغرب حالياً لإعلان مناقصة دولية للتنقيب عن النفط سيطرحها على الشركات الدولية المختصة وستسبقها الشهر المقبل حملة تعريف في بعض الاسواق الدولية خصوصاً لندن وهيوستن. وكان تقرير مشجّع اصدرته شركة "سكيدمور" الاميركية التي تباشر التنقيب في منطقة تالسينت جنوب شرقي المغرب قرب الحدود الجزائرية اشار الى ان المغرب يملك احتياطاً افتراضياً يُقدّر بنحو 20 بليون برميل. وتتحفظ الجهات الرسمية عن كشف نتائج التنقيب الذي تقوم به نحو 18 شركة دولية. وقال وزير الطاقة يوسف الطاهري ل"الحياة" ان "النتائج مشجعة جداً وتدعو الى التفاؤل وستعلن في الوقت المناسب". ويراهن المغرب على امكانية اكتشاف كميات تكفي على الاقل الاستهلاك المحلي المقدّر بنحو تسعة بلايين طن من النفط الخام، يتم استيرادها من السعودية والعراق وايران وتكرر في مصفاة "لاسمير" التابعة لمجموعة "كورال اويل" السعودية في المحمدية جنوبالدار البيضاء.