قال رئيس شركة "لونستار انيرجي" الأميركية مايكل غوستان ل"الحياة" ان الشركة تعتزم انتاج نحو 250 ألف برميل يومياً من النفط المغربي في السنوات الثلاث المقبلة وهو ما يزيد على الاستهلاك المحلي المقدر ب50 مليون برميل سنوياً. وذكر ان الاحتياط المغربي يفوق مخزون خليج المكسيك. وأضاف غوستان، الذي تحدث الى "الحياة" أول من أمس على هامش مؤتمر صحافي عقدته الشركة، "ان لونستار فرع "سكيدمور" الأميركية خصصت 150 مليون دولار لتكثيف عمليات الحفر والتنقيب في البر والبحر بهدف الوصول الى احتياط أولي في حدود بليون برميل من النفط والغاز. وتعاقدت لونستار مع شركة غروسكو الكرواتية لانجاز عمليات حفر جديدة في عمق المحيط الأطلسي على بعد 60 كلم شمال الرباط". وسيبدأ الحفر في بئر "زغرب 1" في منتصف تشرين الثاني نوفمبر المقبل بعمق 3800 متر، وقال: "تعاقدنا مع باخرة ايطالية لنقل منصة عائمة كرواتية توجد في بحر الادرياتيكي وسنحفر بئراً ثانية في منطقة لبروج على بعد 20 كلم جنوبالدار البيضاء بعمق 3000 متر مطلع السنة المقبلة". وتقدر كلفة ايجار المنصة العائمة بنحو 50 ألف دولار يومياً على أن تراوح كلفة بئر بحرية واحدة بين ثمانية وعشرة ملايين دولار وبإمكان كل بئر انتاج متوسط بنحو 5000 برميل يومياً. وتتوقع الشركة الأميركية ان يؤدي انتقالها الى العمل في البحر اوفشور الى حض شركة "شل" المنافسة على بدء عمليات حفر مماثلة جنوب المغرب. وتملك "شل" ثلاث رخص للتنقيب اثنان منها في المحيط الأطلسي. واعتبر مايكل غوستان ان المخزون النفطي في بحر المغرب أكبر منه في اليابسة طبقاً للدراسات التي قامت بها الشركة بتعاون مع المكتب المغربي للاكتشافات النفطية لوناريب وتوقعت وجود 20 بليون برميل من مخزون النفط والغاز منها 15 بليون برميل في المناطق البحرية. وقال رئيس "لونستار"، "ان الشركة التي تملك خمسة تراخيص تنقيب في المغرب على مساحة 37 ألف كلم2 ستباشر حفر آبار جديدة في منطقة "تالسينت" القريبة من الحدود الجزائرية التي كان اكتشف فيها النفط للمرة الأولى ويقدر احتياط المنطقة بين بليون وبليوني برميل من النفط، لكن الشركة، ومقرها في سالادو - تكساس وتأسست عام 1981، لم تحسم بعد طريقة تسويق المخزون وقال رئيسها: "بعد ثلاثة أسابيع سنحسم الاختيار فإذا اكتشفنا النفط بكميات أكبر سنخصص 30 صهريجاً لنقله الى مدينة بوعرفة لشحنه على السكة الحديد، اما إذا كان الغاز اكثر سنبني انبوباً يربط تالسينت بميناء الناظور وستراوح كلفته بين 45 و50 مليون دولار وقد نربطه بأنبوب المغرب العربي الذي ينقل الغاز الجزائري الى أوروبا". واعتبر غوستان ان المغرب يحتوي على احتياط نفطي يفوق مخزون خليج المكسيك الذي سبق أن حققت فيه الشركة الأميركية اكتشافات كبيرة لكنه اعتبر كذلك ان عمليات التنقيب كانت ضعيفة في المغرب طيلة العقود الماضية. واعترف بوجود تعقيدات جيولوجية محلية بات من الممكن التغلب عليها باعتماد أنظمة "سي. ار. ام" التي لا تتجاوز فيها نسبة الخطأ 3 في المئة. وقال: "ان ارتفاع أسعار النفط الدولية فرصة أمام الدول الحديثة العهد بانتاج النفط للحديث عن نفسها واجتذاب مستثمرين جدد". وتوقع غوستان ان يصبح المغرب بلداً منتجاً للطاقة بعد ثلاث سنوات وقال: "انه شيء جيد للمغرب الذي سيدخل سوق الانتاج بمخزون كبير في وقت تكون فيه دول أخرى استنفذت جزءاً كبيراً من مخزونها النفطي". وأكد تمسك شركته بالأرقام التي اعلنت سابقاً حول حجم الاكتشافات النفطية وأعاد أسباب الخلط في الأرقام الى اعتماد أدوات قياس مختلفة بين البرميل والمتر والطن.