قال وزير الطاقة المغربي يوسف الطاهري ل"الحياة" امس ان بلاده تبحث عن شركة دولية لتمويل بناء مصفاة جديدة لتكرير النفط بهدف تحقيق تنافسية انتاجية وتجارية مع شركة "لاسمير" في المحمدية التابعة لمجموعة "كورال اويل" السعودية - السويدية التي تنتج نحو 80 في المئة من الحاجات المحلية. وكشف الوزير المغربي في حوار مع "الحياة" في مكتبه في الرباط عن وجود اتصالات مع شركات نفطية عالمية لم يحددها بالاسم اعربت عن نية في الاستثمار في قطاع تكرير النفط من بينها شركة "شل" الهولندية - البريطانية. وقال: "نحن مستعدون لمنح ترخيص انشاء مصفاة تكرير النفط لأي شركة دولية تلتزم الاستثمار في مشروع لانتاج سنوي لا يقل عن مليوني طن"، اي نحو ربع الانتاج المحلي. واشار ان الحكومة تدرس امكانية منح الشركة التي قد تفوز بالصفقة امتيازات جمركية على وارداتها من النفط الخام لتحقيق تنافسية عادلة مع شركة "لاسمير" التي تستفيد من تخفيض جمركي كبير وحماية تجارية تمتد الى سنة 2005 طبقاً لعقد التخصيص الذي كانت وقعته "كورال" مع الحكومة المغربية السابقة عام 1997. وكشف الطاهري من جهة أخرى عن وجود مفاوضات تجريها الحكومة المغربية مع شركة "شل" الهولندية البريطانية في قطاع التنقيب عن النفط والمحروقات، لكنه اعتذر عن الافصاح عن طبيعة تلك المشاريع واكتفى بالقول: "سنتوصل إن شاء الله الى شيء معتبر". وأضاف: "ان المسألة حساسة لا يمكن الكشف عنها في هذه المرحلة من المفاوضات". وكانت "شل" التي تملك نحو 2000 محطة توزيع في المغرب تعود الى مطلع القرن العشرين، وقعت الشهر الماضي اتفاقاً مع وزارة الطاقة المغربية لاجراء عمليات تنقيب عن النفط في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأشار الوزير المغربي ان 18 شركة دولية وقعت حتى الآن اتفاقات للتنقيب عن النفط في مناطق عدة من البلاد خصوصاً في مناطق الراشيدية تالسينت والمحيط الأطلسي العرائش والصويرة واسفي والبحر المتوسط الحسمية في حين قدمت تسع شركات اخرى طلبات للحصول على تراخيص للتنقيب. وقال الطاهري: "ان الشركات التي تهتم حالياً بمجال النفط في المغرب تملك مهنية عالية ومصداقية دولية ومنها فانكو وسكيدمور وشل وانتربرايز البريطانية وغيرها ونحن نتابع نشاطها عن كثب ولنا بها اتصال شبه يومي، بصفتنا وزارة وصية، لكننا لا نتدخل في عملها". نتائج التنقيب بعد شهر وحول موضوع الاستكشافات قال الطاهري: "لقد توصلنا هذا الصباح الى شيء جيد جداً وقد قامت سكيدمور بتوسيع مجال الاستكشافات في المناطق التي تشتغل فيها بناء على معطيات مشجعة ولكننا - في هذه المرحلة - لم نستخرج النفط بعد ونحن متفائلون جداً". وأضاف: "امام تلك الشركات سبعة اسابيع لتقديم تقريرها الى الحكومة المغربية وقد انصرم منها حتى الآن اسبوعان ونصف اسبوع ونحن ننتظر النتائج ببرودة وأمل". وستنتقل "سكيدمور" الأميركية الى مباشرة الاستكشاف في عمق المحيط الأطلسي قبالة مدينة العرائش. وجدد الوزير المغربي القول ان المؤشرات العلمية والجيوفيزيائية تشير الى احتمال وجود النفط في بعض مناطق المغرب، لكنه اعتبر من السابق لاوانه تأكيد الخبر في انتظار التقارير النهائية. وقال: "ان حماسة الشركات الدولية تجاه المغرب شيء مشجع وايجابي ونحن نلاحظ ان بعض الشركات يطلب تراخيص التنقيب في مناطق سبق لنا ان منحناها لشركات اخرى منافسة". واعتبر ان ملف النفط يطغى حالياً على الاهتمام بالمغرب بعد المؤشرات التي ترجح امكان اكتشاف النفط، مشيراً الى أن حساسية الملف وارتباطه بقضايا اقليمية تحيطه ببعض التكتم. أسعار النفط وكشف يوسف الطاهري حاصل على دكتوراه في الاقتصاد وعضو قيادي في حزب الاستقلال من جهة أخرى ان ارتفاع اسعار الطاقة في السوق الدولية بات يهدد الاقتصاد المغربي ويحد من تنافسية الصادرات المغربية ويضغط على موارد الخزانة وصندوق المقاصة. وقال: "منذ أمس، أصبحنا نشتري النفط بنحو 33 دولاراً للبرميل بعد ان استبعدت اوبك زيادة الانتاج وتخلى وزير الطاقة الأميركي بيل ريتشاردسون عن المطالبة برفع السقف الى منتصف الشهر المقبل". وتوقع الوزير ان يؤدي استمرار ارتفاع الأسعار الى أزمة اقتصادية دولية جديدة إذا قارب البرميل 40 دولاراً خصوصاً بالنسبة الى الدول المستوردة ومنها المغرب الذي سيدفع هذه السنة نحو 1.5 بليون دولار على مشترياته. وقال الطاهري: "ان ارتفاع اسعار النفط وصرف الدولار معاً يرهقان الاقتصاد المغربي الذي يواجه أزمة جفاف حادة". وأضاف: "نحتاج الى 20 مليون دولار اضافية هذا الشهر لمنع الأسعار من الارتفاع في محطات التوزيع. وقد أبلغت الحكومة بهذا الطلب ونبهتها الى المخاطر الاقتصادية والاجتماعية المحتملة جراء الارتفاع". واطلعت "الحياة" على وثيقة حكومية عرضها الوزير تراوح فيها الزيادات في اسعارالمحروقات بين درهم ونصف درهم، أي ان سعر اللتر الواحد من البنزين الممتاز يصل الى 11 درهما دولار اميركي. وقال الطاهري: "سنواجه أزمة اقتصادية واجتماعية حقيقية لو طبقنا الزيادات في المحروقات وربما واجهنا اضرابات من شركات النقل".