وكان الرئيس الاميركي بيل كلينتون دعا باراك وعرفات اول من امس، اثناء غيابه عن كامب ديفيد لنحو ثماني ساعات قبل ان يعود في المساء، الى ان يستوحيا في محادثاتهما من المصالحة بين الولاياتالمتحدة وفييتنام. وقال كلينتون في كلمة القاها اثر توقيع اتفاق تجاري تاريخي بين الولاياتالمتحدة وفييتنام الخميس ان من شأن هذا الاتفاق ان يذكر "بأن بامكان متخاصمين سابقين ان يتفقوا على ايجاد ارضية مشتركة تعود لمصلحة شعوبهم وان ينسوا الماضي وينظروا معا الى المستقبل ويصفحوا لبعضهم البعض ويتصالحوا". واضاف كلينتون امام مجموعة من مقاتلي حرب فييتنام القدامى: "انه يوم مشجع لي وسأعود الى كامب ديفيد بالطاقة التي اشعر بها هنا وسأطلب منهم الفلسطينيين والاسرائيليين ان يتبعوا هذا المثل". واعتبر كلينتون ان "من الافضل التعتيم على ما يجري في كامب ديفيد" ملتزماً بالتعهد بابقاء المفاوضات بين عرفات وباراك سرية. واضاف قبل ان يصعد على متن مروحية للتوجه الى كامب ديفيد: "كل ما قللت الحديث عن ذلك، كلما كانت فرص النجاح اكبر". وعقب عودته إلى كامب ديفيد اجتمع كلينتون من فوره بمستشاريه. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر انه لا علم له بأي خطط لكلينتون لمغادرة المنتجع قبل سفره المزمع للمشاركة في اجتماع قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في اليابان في 19 من تموز يوليو الجاري. وفي لقاء مع الصحافيين قال باوتشر ان "محاولة تفهم المصالح والتوفيق بينها عملية صعبة للغاية نمر بها الآن". واضاف: "انهم يعالجون بعض القضايا الشاقة للغاية التي تتصل بمصالح حيوية". وقال مصدر اسرائيلي رفيع المستوى ان عرفات التقى أيضاً مساء الاربعاء بمفرده مع كبير المفاوضين الاسرائيليين وهو وزير الامن العام شلومو بن عامي. واضاف المصدر ان "الفجوات ما زالت واسعة جدا لكن عرفات يدرك كم هي الفرصة كبيرة للتوصل الى اتفاق". وكان وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين المعتدل والنشط في محادثات السلام السرية السابقة صرح للاذاعة الاسرائيلية الخميس بأنه يعتقد ان المفاوضين في ماريلاند "سيبحثون في مقايضة أراض". وقد تتضمن المقايضة مبادلة ارض خاضعة للسيادة الاسرائيلية متاخمة لقطاع غزة بمناطق في الضفة الغربية سكنها مستوطنون يهود وتريد اسرائيل ضمها. وقال مصدر فلسطيني ان من المتوقع ان يعقد الجمعة امس اجتماع موسع لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية يضم عرفات والوفد الذي يرافقه في القمة اضافة الى مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية فيصل الحسيني وتيسير خالد من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين وسليمان النجاب من حزب الشعب الفلسطيني الماركسي وسمير غوشة من جبهة النضال الشعبي. ومع ان الاميركيين لم يظهروا حماساً لانعقاد ذلك الاجتماع الموسع إلا أنهم لمحوا إلى احتمال قبول استثناء من القاعدة التي تقضي بان المفاوضين وحدهم يمكنهم دخول كامب ديفيد. وقال الوزير الفلسطيني جميل الطريفي: "نحن في انتظار رد من الاميركيين". وقال النجاب: "ابلغني عرفات انه ناقش امر اجتماعنا مع الرئيس كلينتون نفسه وان الرئيس كلينتون وعد انه ستكون هناك مشاورات مستمرة بين الرئيس عرفات والوفد الذي يمثل الفلسطينيين". واضاف: "هذا موضوع مهم جداً لأن الموقف الذي يتبناه عرفات هو موقف اجماع فلسطيني".