نشرت صحيفة "صنداي تايمز" اللندنية امس مقابلة مع ضابط عراقي سابق رفيع الرتبة كشف فيها تفاصيل أساليب اتبعتها معه المخابرات العراقية لإسكاته عن مهاجمة النظام العراقي وحمله على وقف نشاطه في صفوف المعارضة العراقية، من بينها ارسال شريط فيديو اليه عن اغتصاب رجال مخابرات عراقيين احدى قريباته. ويصف العميد الركن نجيب الصالحي 48 عاماً الذي بلغ رتبة رئيس أركان الفرقة المدرعة السادسة قبل فراره من العراق عام 1995 الى الأردن كيف تلقى مكالمة هاتفية في العاصمة الأردنيةعمان مساء السابع من حزيران يونيو الماضي قال له رجل يتحدث بلهجة أردنية ان شخصاً أرسل له هدية من بغداد. ويضيف: "قال هذا الرجل ان لا وقت لديه ليراني، لكنه سيترك الهدية في فرن مخبز في الطريق" قرب بيت الصالحي. ويقول الصالحي انه ذهب بعد ساعة الى الفرن فقيل له هناك ان سائق سيارة تاكسي يعمل على خط بغداد - عمان ترك له شريط فيديو. ويقول: "في الفيديو يقوم رجل من المخابرات العراقية باغتصاب احدى قريباتي". وذكرت "صنداي تايمز" ان الصالحي قال انه يعرف ان اشرطة فيديو من هذا النوع أرسلت الى مسؤولين وديبلوماسيين وضباط ومعارضين عراقيين آخرين، وان مسؤولين حكوميين اميركيين اكدوا صحة أقوال الصالحي. وزادت الصحيفة ان الصالحي قضى يومين الاسبوع الماضي في اعطاء افادة لمحام من الحكومة الاميركية ووعد بمكان عرض شريط الفيديو على أي محكمة تحاكم الرئيس العراقي صدام حسين. وقال الصالحي ل"الصنداي تايمز": "فكرت في العدد الكبير من الناس الذين عاملهم صدام حسين بهذه الطريقة وكيف كان رد فعل أولئك الناس. كلهم قرروا التزام الصمت، وهذا شجع صدام على الاستمرار في تلك الانواع من الجرائم. وقررت ان لا يكون رد فعلي من النوع نفسه". ويروي الصالحي انه تلقى بعد عشرة ايام من تسلمه شريط الفيديو مكالمة هاتفية من بغداد من رجل عرف بنفسه باسم أبو خالد، وقال هذا للصالحي: "أرسلنا لك هدية، هل تسلمتها؟". وعرف الصالحي ان أبو خالد ضابط في المخابرات العراقية لأن الرجل نفسه اتصل به العام الماضي بعد ان حضر مؤتمراً للمعارضة العراقية في نيويورك. وقد دفع في تلك المرة بأخ الصالحي ووالده الى الهاتف ليطلبا منه الكف عن العمل ضد النظام. وفي المكالمة التي جاءت بعد عشرة ايام من ارسال الشريط قال ضابط المخابرات: "اهدأ، لقد حاولنا الاتصال بك فلم تتوقف ولم يكن أمامنا خيار". واضاف: "يجب ان تتذكر ان جزءاً مهماً من عائلتك موجود في العراق. ولا تنس انك في عمان وانك لست بعيداً منا مسافة طويلة". ويقول الصالحي انه رد على "أبو خالد" قائلاً: "قل لصدام انه اختار الهدف الخطأ. لست شخصاً من النوع الذي يمكن ابتزازه، ولن أبقى صامتاً". ويحضر الصالحي في لندن منذ أيام مؤتمراً للمعارضة العراقية.