أوردت صحيفة "ذي صنداي تايمز" الأسبوعية البريطانية أمس معلومات عن تفاصيل فشل خطة مدعومة من وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية "سي.آي.اي" لإطاحة الرئيس العراقي صدام حسين بين عامي 1995 و1996. وأفادت ان 12 ضابطاً من "الدائرة الضيقة" القريبة الى القيادة العراقية، وبينهم ثلاثة من أبناء رئيس المجموعة المتآمرة، إعتُقلوا وصُفّي معظمهم. ونقلت الصحيفة عن مصادر عراقية ان ال"سي.آي.اي" نجحت عام 1995، للمرة الأولى منذ حرب الخليج، في "إختراق" الدائرة الضيّقة المحيطة بصدّام. وأضافت ان الإختراق قدّم للأميركيين "سيناريو - حلماً": إطاحة صدام بإنقلاب من داخل القصر، يُبقي النظام على حاله والدولة العراقية متماسكة. وتابعت ان الخطة حيكت بإتصالات بين الإستخبارات العراقية والجنرال محمد عبدالله الشهواني، وهو ضابط عراقي متقاعد من الاقلية التركمانية في كركوك شمال العراق. وأشارت الى ان الجنرال بقي على علاقة جيدة مع الرئيس العراقي على رغم تقاعده، مؤكدة ان المسؤول عن "محطّة عمّان" في الإستخبارات الأميركية، ستيفن ريشتر، جنّد الجنرال المتقاعد الذي كان يدير تجارة تصدير واستيراد بين بغداد وعمّان. وتابعت ان الشهواني وافق على إشراك ثلاثة من أبنائه في الخطة، كونهم يعملون في مراكز عسكرية بارزة في بغداد، وأحدهم برتبة جنرال يعمل في "الأمن الخاص" المكلف حماية صدام. وذكرت ان الأميركيين نبّهوا الأردنيين الى الخطة، وان مركزاً خاصاً لمتابعة العملية أُقيم في مقر الاستخبارات الأردنية، لكن العملية فشلت فشلاً ذريعاً عندما كلّفت ال"سي.آي.اي" مواطناً مصرياً نقل أجهزة اتصال خاصة الى أبناء الشهواني في بغداد. ونقل الرجل الأجهزة الى العاصمة العراقية، وهي عبارة عن أجهزة "توكي ووكي" وهواتف متصلة بأقمار إصطناعية لا تطلب سوى رقم واحد تابع لوكالة الإستخبارات المركزية. لكنها أكدت انه باع الاجهزة للإستخبارات العراقية التي ظلّت تضلل الاستخبارات الأميركية طوال أشهر، عبر تزويدها معلومات خاطئة. وأفادت الصحيفة ان عسكريين عراقيين يتصلون سراً ب"المؤتمر الوطني العراقي" المعارض أبلغوا قيادة المؤتمر في كردستان أن أجهزة صدّام كشفت خطة إطاحته. وتابعت ان رئيس المؤتمر آنذاك أحمد الجلبي أبلغ الأميركيين معلوماته في آذار مارس 1996، لكن واشنطن أصرت على الإستمرار في خطتها. ولم تمر فترة قصيرة حتى تلقت الإستخبارات الأميركية في السفارة الاميركية في عمّان رسالة بالفاكس من بغداد مرسلة من أحد أجهزة الإتصالات التي أُرسلت للمشاركين في خطة إطاحة صدّام. وانتهى الفاكس برسالة تقول "عودوا الى لانغلي" مقر قيادة الإستخبارات الأميركية في فرجينيا. وأعتقلت بغداد آنذاك العديد من المشاركين في المؤامرة، وأرسلت بعد شهرين من كشفها دبابات الى شمال العراق اجتاحت قاعدة للإستخبارات الأميركية في أربيل.