تنطلق صباح اليوم الطواقم ال24 المشاركة في مارلبورو رالي لبنان الدولي ال24، الجولة الخامسة وقمة المنافسة في بطولة الشرق الأ وسط للراليات. ويخوض المشاركون في اليوم الاول 270،453 كلم من ضمنها 66،152 كلم موزعة على 9 مراحل خاصة بالسرعة، ويقطع المتسابقون غداً في القسم الثاني من السباق 780،387 كلم من ضمنها 120،136 كلم موزعة على 10 مراحل خاصة بالسرعة. ويمثل مارلبورو رالي لبنان 2000، الذي يقام على طرقات معبّدة، نقطة استقطاب حاسمة لأبرز متسابقي الشرق الأوسط، خصوصاً أن الموسم الحالي قد يكون الأخير له ضمن جولات المنطقة، بعدما رُشح رسمياً ليدخل برنامج بطولة العالم ابتداء من سنة 2001، لذا فإن الترتيبات الإدارية والفنية لانجاحه تخطّت المعدلات المطلوبة بدرجة كبيرة، ولا سيما ان اللجنة المنظمة تجد في إقامة الجولة الحالية "بروفة" مناسبة لما سيكون عليه التنظيم في بطولة العالم. ويحمل مارلبورو رالي لبنان الدولي ال24 في يومه الأول جديدين منذ تاريخ انطلاقه العام 1968، فنقطة البداية تحددت في منطقة ساحة رياض الصلح في وسط العاصمة بيروت. والمرحلة التاسعة الأخيرة من برنامج هذا اليوم ستكون مرحلة "سوبر" خاصة للسرعة، داخل حرم مارينا جوزيف خوري، بموازاة الميناء باتجاه ضبية، وهي تدخل ضمن الترتيب العام ومسافتها 2،2 كلم. واقيم مدرّج للجمهور يتسع ل3000 متفرج. وكانت سيارات الطواقم المشاركة دخلت الموقف المغلق استعداداً للانطلاق صباح اليوم، وبعدما خضعت للفحص التقني أمس في النادي اللبناني للسيارات والسياحة - الكسليك. وسيعطي اشارة الانطلاق ممثل رئيس الجمهورية اميل لحود، وسيكون بطل الشرق الأوسط 11 مرة وحامل لقب السباق اللبناني أربع مراتالاماراتي محمد بن سليّم وملاحه الايرلندي رونان مورغان فورد فوكس WRC أول المنطلقين، علماً بأن هذا الفريق يتصدر الترتيب الحالي أيضاً للبطولة الاقليمية. ولا ينسى بن سليم ومورغان كيف حسما اللقب في مصلحتهما في مراحله الأخيرة العام الماضي. ويليهما عند الانطلاق اللبنانيان جان بيار نصرالله بطل السباق مرتين وجوزف مطر تيوتا كورولا WRC ثم ثنائي مارلبورو روجيه فغالي وزياد شهاب بطلا لبنان على متن لانسيا انتيغرالي - أ. وكان حلاّ في المركز الثاني العام الماضي، خلف بن سليم ومورغان. وينتظر أن تنشب منافسة حامية بين هذا الثلاثي المتمرس، فضلاً عن وجود اللبناني - الاماراتي ميشال صالح تويوتا سيليكا - أ، والفرنسي إيف لوبيه، سيات ايبيزا كيت كار - أ، ثالث ترتيب العام الماضي، واللبناني فيليب قازان رينو كليو ويليامس - أ. ولن يقل شأن المنافسة ضمن المجموعة "ن" اطلاقاً، مع ما تحمله من خصائص وميزات على الطرقات المعبدة، ويدخلها متصدرو البطولة الاقليمية، وبطل اوروبا لهذه الفئة النمسوي مانفرد شتول ميتسوبيشي لانسر، واللبناني عبدو فغالي ميتسوبيشي لانسر... كما ان المفاجآت واردة من أكثر من متسابق محلي وأجنبي، خصوصاً أن عدد الطواقم العربية - من غير اللبنانيين- والأجنبية المشاركة يبلغ 16 فريقاً. هكذا سيبلغ التحدي مرتبة تقنية وفنية لا جدال عليها بين مختلف الفرق والسائقين الذين يبذلون قصارى جهدهم لمجاراة الأسماء الكبيرة والتفوق عليها أحياناً. سباق المفاجآت ويعلق محمد بن سليّم على المفاجآت الواردة دائماً في الرالي اللبناني: "ليس بالامكان ترك أي شيء للمصادفة، فنحن دائماً نجري التجارب الضرورية على السيارة ونقوم باستطلاع الطرقات جيداً، التي ستشكل المراحل الخاصة الصعبة في الرالي". وعن سيارته فورد فوكس يقول البطل الاماراتي: "ان الفريق التقني عمل جاهداً لضبط ايقاع السيارة بالشكل المناسب كما قمنا بتغيير جهاز التعليق ليتناسب مع الأرضية الاسفلتية في لبنان، فكلنا يعرف ما تتطلبه هذه النوعية من الطرقات والمرتفعات من قوة وأداء عال. والمنافسة المنتظرة من متسابقين أشداء محليين خصوصاً انهم يتمتعون بالموهبة والخبرة مثل روجيه فغالي وجان بيار نصرالله. ويعود بن سليم، وهو السائق الوحيد خارج اطار بطولة العالم الذي يقود فورد فوكس، الى بيروت للمشاركة في مارلبورو رالي لبنان الدولي، وكله ثقة بالسيارة وبفريق فورد لبطولة راليات الشرق الأوسط. وقال بن سليم بالمناسبة: "فوز فوكس العام الماضي في لبنان أعطى الفريق ثقة بالسيارة ما انعكس ايجابياً على القسم الأخير من بطولة العام الماضي. ومع بداية الألفية الجديدة تبدل الوضع قليلاً عندما واجهتنا بعض المتاعب في طريقنا الى احتلال المركز الثالث في رالي الامارات الدولي الجولة الأولى من بطولة راليات الشرق الأوسط هذا العام. وتابع بن سليم "واجهنا بعض المتاعب في محرك فورد فوكس في شباط فبراير الماضي، لكنني لم أقلق كثيراً لإدراكي أن إرادة أعضاء الفريق كبيرة وكلهم تصميم على أن يكون كل شيء جاهزاً قبل انطلاق الجولة الثانية في قطر". وقاد بن سليم ومورغان فورد فوكس في 8 سباقات حتى الآن، فازا في 6 منها. وأمس، أكد بن سليم ان سيارته العام المقبل ستكون كاملة التجهيز وفي المستوى الفني ذاته المتوافر للمتسابقين في بطولة العالم، وشدد على انه سيعود الى جولات هذه البطولة وان فورد من خلال سباقات الشرق الأوسط أظهرت كفاءة فنية عالية "وبات محرك السيارة يؤدي دوره في أربعة سباقات وهذا انجاز كبير". وأعرب بن سليم مجدداً عن سعادته بوجوده في لبنان، حيث "حظىت بشعبية كبيرة ومحبة المواطنين منذ حضوري الأول عام 1987". وأوضح ان شعور المسؤولية بات أكبر الآن وهو خلف المقود، "المهم أن يؤدي المتسابق دوراً كاملاً وببذله جهده وطاقته ويبقى التوفيق من عند الله". وأشار بطل الشرق الأوسط الى مساعيه لإعادة رالي الاردن الدولي الى روزنامة الشرق الأوسط، على رغم المتاعب الادارية التي صبغت جولته الأخيرة، "وكان الحل بتغيير المسؤولين عنه واناطة تنظيمه بأشخاص قادرين على ضبط الموقف". كما جدد بن سليم طرحه تنظيم بطولة كأس العرب للراليات، "وان شاء الله ستبصر النور في الموسمين المقبلين، بحيث تدخل روزنامة السباقات العربية راليات في المغرب وتونس ومصر... كما اننا نسعى ليصبح رالي تدمر السوري ضمن بطولة الشرق الأوسط"، ولفت الى أن مستوى التنظيم في لبنان هو الأفضل، "ان القائمين على السباق لديهم الخبرة والقدرة لاغلاق مسارات السباق على رغم تنوعها وتشعّبها وصعوبتها.. لذا فهو الرالي الأخطر لكن الأقوى والأفضل سلامة...". وكان محمد بن سليم انطلق في حملة تحقيق لقبه الشرق أوسطي ال12 من الامارات في شباط فبراير الماضي، لكن الأعطال الميكانيكية أعاقته تعطل جهاز التوربو فاكتفى بالمركز الثالث خلف مواطنه عبدالله القاسمي والعُماني نزار الشنفري، وتفوق في رالي قطر، فتعادل مع الشنفري والقاسمي في الترتيب الموقت للبطولة وبلغ رصيد كل منهم 14 نقطة. وفي رالي البحرين العائد الى روزنامة البطولة بعد توقف طويل، حلّ بن سليم أول وبات رصيده 24 نقطة في مقابل 20 للقاسمي. وشدد قبضته على الصدارة اثر رالي الاردن حيث حقق لقبه العاشر فيه، وبعدما واجه منافسة عنيدة في بدايته من ميشال صالح.. وأصبح رصيده 34 نقطة... ليتحول الصراع من المجموعة "أ" الى المجموعة "ن" بين القاسمي والشنفري لكل منهما 26 نقطة. تويوتا كورولا ويحظى جان بيار نصرالله وجوزف مطر بالمعاونة التقنية من فريق غريفوني الايطالي الشهير، كما ان سيارة تويوتا كورولا مزودة بالتجهيزات كافة التي كانت ملحوظة في السيارات التي خاضت بطولة العالم العام الماضي. وأوضح: ان الفرنسي ديدييه أوريول فاز برالي الصين في سيارة مماثلة العام الماضي "وكشف ان التأقلم على متنها استلزم تركيزاً كبيراً" حتى سارت الأمور كما يجب، وعموماً انها أفضل سيارة قدتها حتى الآن، نحن نشارك لنكون منافسين وأجرينا التحضيرات كافة على هذا الأساس". ولفت الى صعوبة الطرقات اللبنانية خصوصاً حيث تجرى ورش للبنية التحتية. فغالي وشهاب من جهته، يتوقع روجيه فغالي وزياد شهاب منافسة محتدمة في الرالي اللبناني "لأن الفرق العربية والأجنبية قادمة لاثبات جدارتها، وبعضها معتاد على طرقاتنا مثل بن سليم، لذا لا توجد افضلية كبيرة للطواقم المحلية على أرضها، فضلاً عن تطور نوعية السيارات، وحضور 16 فريقاً من الخارج يعطي للسباق رونقاً ويغلّفه بالحماسة". ويطمح فغالي وشهاب الى مقارعة بن سليم، لا سيما أن اداءهما يتحسن في هذا السباق موسماً بعد آخر، وحصدهما نقاط المقدمة يعزز موقعهما في صدارة بطولة لبنان، التي يحملان لقبها في الأعوام الثلاثة الأخيرة. بدوره يتجه الكويتي محمد الصراف لينافس على لقب المجموعة "ن" على سيارته ميتسوبيشي لانسر إفولوشن 6، ويأمل بتسجيل نتيجة طيبة هذا العام: "وبعد الحظ السيئ الذي واجهنا في الأردن عندما اضطررنا الى الانسحاب من الرالي في مرحلته الأولى بسبب عطل كهربائي، نأمل خيراً هذا العام في لبنان فنحن سنسعى جاهدين الى تحقيق نتيجة أفضل من السنة الماضية، وربما تسجيل نقاط ضمن بطولة الشرق الأوسط للمجموعة "ن". أعرف جيداً أن المنافسة ستكون شديدة خصوصاً مع السائقين المحليين والعرب وهذا ما يزيد من جمالية السباق".