يزداد لهيب شهر تموز يوليو الحالي اشتعالاً على مدى ثلاثة ايام، لمناسبة تنظيم مارلبورو رالي لبنان الدولي ال22، الجولة الخامسة من بطولة الشرق الأوسط للراليات، البالغة مسافته الإجمالية 65،828 كلم، بينها 3،299 كلم موزعة على 20 مرحلة خاصة بالسرعة، تقام على طرق معبّدة، ما يجعل هذا السباق فريداً من نوعه في بطولة الشرق الأوسط. وبدأت مساء امس الخميس تباشير معركة المحركات، اثناء المرحلة الخاصة السوبر، او ما يسمى بالمرحلة الاستعراضية، ضمن حلقة مقفلة في مارينا جوزف خوري المنشأة حديثاً بين منطقتي انطلياس وضبيّه، شمال العاصمة بيروت. وهي تشكل اختباراً ميدانياً اخيراً قبل سبر اغوار مراحل السرعة على طرقات ضيقة وملتوية صعوداً ونزولاً في قلب الجبل اللبناني. يخوض مارلبورو رالي لبنان الدولي 40 فريقاً، في طليعتها بطل الشرق الاوسط تسع مرات ومتصدر الترتيب الحالي، الإماراتي محمد بن سليّم، الذي سيكون اول المنطلقين على متن فورد اسكورت من المجموعة "أ". وسبق لبن سليّم ان احرز لقب السباق العامين 1987 و1991، وسيليه في الانطلاق بطل اوروبا 1996 الألماني ارمين شفارتز، الذي يسجل حضوره الاول في منطقة الشرق الاوسط ويقود سيارة بيجو من فئة كيت كار. ومن الاسماء الكبيرة المشاركة ايضاً بطل النروج بيتر سولبرغ على متن تويوتا، والمتسابق اللبناني المخضرم باغيرا موريس صحناوي حامل لقب السباق وبطولة لبنان 1992 وسيقود سوبارو امبريزا. كما يشهد السباق عودة بطل لبنان السابق للمجموعة "ن" عادل متني وملاحه عماد الحاج ميتسوبيشي لانسر والإماراتي ميشال صالح تويوتا سيليكا، الوجه المعروف في راليات المنطقة. ويقود بطل لبنان السابق وحامل لقب الرالي العامين 1995 و1997 جان بيار نصرالله وملاحه جوزف مطر سيارة رينو ميغان - كيت كار. وتبدو اسهمه كالعادة مرتفعة في احراز نتيجة متقدمة ومنافسة بن سليّم وشفارتز اللذين يستقطبان الاضواء، ولا سيما من الحشد الاعلامي الاجنبي، ولن تعرف غالباً هوية الفائز إلا في نهاية المرحلة الاخيرة للسرعة، كما حصل في الموسمين الماضيين. ويترقب الجمهور الشغوف اصلاً بسباقات السيارات، المنافسة التي ستحتدم بين سائقي المجموعة "أ" والصراع ضمن مجموعة فورمولا 2 "ن" بين كوكبة المتسابقين اللبنانيين مثل فيليب قازان متصدر ترتيب بطولة لبنان وروجيه فغالي بطل لبنان 1997 وشقيقه عبدو - ثاني ترتيب البطولة الحالية - وزياد شبطيني وميشال ابو شقرا وفريدي زريق وغيرهم من المتسابقين الذين يعرفون جيداً اسرار طرقات البلدات اللبنانية، وان اختلف مسار السباق هذه السنة بنسبة 20 في المئة عما كان عليه في السابق. ويؤكد بن سليّم ان المتسابقين اللبنانيين يهمهم ألا يخرج اللقب المحلي من عقر دارهم. فهم اصحاب هذا الرالي وهدفهم عدم التفريط بالمركز الاول، علماً انه بات معتاداً على طرقاته وأجوائه، ويستعد سنوياً لخوضه ولا سيما ان له خصوصية مميزة في قلبه. ويتطلع المتسابق الاماراتي الى فوز ثالث فيه، وكان تصدر مراحله الاولى العام الماضي قبل ان يتعطل جهاز السرعة في سيارته فورد، "هذا الموسم كل شيء على ما يرام. أعتبر هذا السباق بمثابة صعود الجبل بعده يبقى امامي راليا قطر ودبي، ويكفيني الفوز باحدهما لأتوّج بطلاً للشرق الاوسط للمرة العاشرة". وعبّر الالماني شفارتز عن ارتياحه للاستعدادات. وقال: "يكفي استكشافي مسار السباق خمس او ست مرات كوني محترفاً. وهذا يشمل ايضاً تأقلمي السريع مع سيارة بيجو كيت كار". واضاف شفارتز: "سمعت من زملائي الذين سبق وشاركوا في هذا السباق، انه من اصعب راليات المنطقة. ما جعلني متحمساً جداً لخوضه، خصوصاً أنه يشبه رالي كورسيكا المصنف ضمن بطولة العالم".