يتجدد اليوم الموعد مع "مارلبورو رالي لبنان" الدولي الذي تنطلق نسخته ال23 من حرم معرض الرئيس رشيد كرامي الدولي في طرابلس، لتبدأ مغامرة المنافسة على مدى ثلاثة أيام، وتخوض فيها السيارات ال40 العائدة لأطقم محلية وعربية وأجنبية مسافة 230.935 كلم، منها 960.280 كلم موزعة على 20 مرحلة خاصة بالسرعة، في مناطق الشمال وجبال لبنان، وعلى طرقات معبدة كلها، ما يجعل "جيولوجية" هذا السباق فريدة من نوعها في بطولة الشرق الأوسط، ويشكل أبرز مراحلها وأكثرها حماسة "وغموضاً" ومتعة، وحيث تختلط الاستعدادات الرياضية التنظيمية والسياحية بين الساحل والجبل، ليشكل "مارلبورو رالي لبنان" محطة سنوية لا بد منها، لا سيما أنه بات مرشحاً رسمياً لدخول روزنامة بطولة العالم سنة 2001. وكان التدقيق الإداري والفحص التقني أجريا أمس طوال النهار في حرم النادي اللبناني للسيارات والسياحة - الكسليك، ووضعت غالبية الفرق اللمسات الأخيرة والملاحظات حول استعداداتها الفنية والتدريبية، لتنطلق اليوم في أولى جولات المنافسة المرحلة السوبر للسرعة 67.2 كلم عقب نقطة البداية، وتليها سبع مراحل سرعة أخرى في مناطق البترون وجبيل، أطولها مرحلة بلاط - طورزيا 15.18 كلم وهي الأطول في الرالي عموماً، ويجتازها المشاركون مرتين في اليوم الأول ومرة واحدة في اليوم الثالث. وتعمل اللجان العاملة المنبثقة من اللجنة المنظمة منذ أشهر بوتيرة تصاعدية ليخرج "مارلبورو رالي لبنان" من الآفاق الاقليمية إلى الرحاب الدولية. وقد سجل مراقبو ومندوبو الاتحاد الدولي، وفي مقدمهم الفنلندي سيمو لابينن بطل الراليات السابق والقبرصي كريستوس كرلاياكيدس والفرنسي مارسيل سرغيه من اللجنة الفنية للاتحاد الدولي، ارتياحهم لدقة التنظيم الذي يضاهي مثيله في الراليات العالمية. ويسعى الكثيرون من متسابقين محليين وأجانب، الى تحقيق المفاجآت، وهو امر وارد دائماً، وتبقى الافضلية كالعادة للمتبارين اللبنانيين المتمرسين، الذين يصفهم النجم العربي وبطل الشرق الأوسط سائق مارلبورو محمد بن سليم بأنهم "شيوخ في بلدهم". ويقود بن سليم وملاحه الدائم الايرلندي رونان مورغان سيارة "فورد فوكس وورلد رالي كار"، التي تظهر للمرة الأولى خارج راليات بطولة العالم، ويبدو أنه تأقلم على متنها بعد تدريبات على الطرقات اللبنانية التي يعرفها بن سليم جيداً، وحيث يحظى بشعبية كبيرة، وقد فاز ثلاث مرات آخرها العام الماضي. وإذا كانت سيارة بن سليم تبدو متفوقة عملياً وحسابياً وخلف مقودها متسابق بطل، فان فريق "تويوتا أوروبا" يدخل المعترك بقوة، إذ يقود الاستوني الصاعد ماركو مارتن، "سائق مارلبورو تويوتا كورولا"، ويتسلح بمعنويات عالية، بعد حلوله خامساً في رالي اكروبول اليوناني. ومن فرنسا، يحضر المتسابق المخضرم ايف لوبيه لانسيا دلتا انتيغرالي المتمكن على الطرقات المعبدة وبطل أوروبا العام 1990، وصاحب السجل العريق الذي يضم 117 انتصاراً. وسيكون اللبناني جان بيار نصرالله، حامل لقب السباق مرتين، بين الأسماء الكبيرة على متن "فورد اسكورت" ويعاونه ملاح خبير هو جوزف مطر. ويطمح بطل لبنان روجيه فغالي "غولف كيت كار" إلى بروز يستحقه بين الكبار، ومؤهلاته وملاحه زياد شهاب كفيلة بذلك. وفي المجموعة ن ستنشب معركة حامية الوطيس، خصوصاً بين المتسابقين اللبنانيين وبوجود الألماني مانفرد شتول والنروجي ستيغ نينغن وكلاهما على متن سوبارو امبريزا. وسيسعى متصدرا ترتيب المجموعة في بطولة الشرق الأوسط العماني نزار الشنفري "ميتسوبيشي لانسر" والأردني فارس بسطامي "تويوتا سيليكا" إلى قول كلمتهما، كما ينافس في هذه الفئة الكويتي محمد الصراف "ميتسوبيشي لانسر".