فتحت "جبهة" جديدة ضد موسكو في الشيشان بعد ان تمرد عدد من كبار المتعاونين معها على قرار تعيين المفتي أحمد الحاج قادروف حاكماً للجمهورية. وطلب الكرملين من المتمردين "الاستقالة فوراً وبالكامل"، فيما قام المسلحون الشيشانيون بعمليات عدة بينها هجوم في العاصمة غروزني على مقر وزارة الطوارئ. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسوماً بتعيين المفتي قادروف "رئيساً للادارة الموقتة للحكومة الشيشانية" بدلاً من نيكولاي كوشمان الذي تولى هذه المهمة طوال ستة اشهر. وتقرر ان يجري صباح الاثنين احتفال رسمي في غوديرميس ثاني أكبر مدن الجمهورية لتنصيب قادروف بمشاركة الجنرال فيكتور كازانتسيف القائد العام للقوات الفيديرالية في القوقاز سابقاً، والذي عيّن أخيراً ممثلاً لرئيس الدولة في دائرة القوقاز الفيديرالية. وأدلى قادروف بتصريح الى تلفزيون موسكو ليل أول من امس قال فيه انه ينوي انهاء الحرب، مؤكداً ان الشيشان "جزء من روسيا ويجب ان تبقى كذلك الى الأبد". وكان حكم غيابي بالإعدام صدر بحق مفتي الشيشان السابق الذي كان حليفاً للرئيس اصلان مسخادوف وخاض الحرب الأولى الى جانب المقاتلين الشيشانيين، الا انه اتخذ موقفاً محابياً لموسكو في الحرب الثانية وحمّل من وصفهم ب"السلفيين" مسؤولية تدمير الجمهورية. بيد ان قادروف تلقى الضربة من المتعاونين مع موسكو وليس من خصومها. فقد وقع قادة 12 من الادارات المحلية المعينين من الكرملين، وبينهم محافظ غروزني وحكام مدن اخرى عريضة تطالب بإلغاء أمر تعيين المفتي واتهموه بأنه كان "يؤلب ضد الحكومة الفيديرالية". وجاء في "رسالة ال12" ان قادروف كان شارك في الحرب الأولى و"قاد عصابة من قطاع الطرق، فلماذا يعينه بوتين قائداً للجمهورية؟". ومعروف ان وجهاء شيشانيين في موسكو كانوا اعترضوا على تنصيب الحاج احمد، وطالبوا الكرملين بالتراجع عن قراره. الا ان الناطق الرسمي باسم رئيس الدولة سيرغي ياسترجيمبسكي قال امس ان على رؤساء الادارات المحلية في الشيشان "الاستقالة فوراً". ودعاهم الى التخلي عن مناصبهم لإتاحة الفرصة للقيادة الجديدة لتعيين "فريق تختاره". الا ان مراسم تنصيب قادروف ارجئت الى موعد غير محدد ما قد يتيح لموسكو الفرصة لمراجعة حساباتها في ضوء مستجدات الوضع. وعلى "الجبهة الساخنة"، أعلن الشيشانيون انهم اعطبوا 3 ناقلات جنود وقتلوا جميع من كانوا على متنها في منطقة تبعد 12 كيلومتراً غرب غروزني. ولم تؤكد موسكو هذا النبأ، لكنها اعترفت بأن مقر وزارة شؤون الطوارئ في العاصمة الشيشانية تعرض لهجوم اعطبت خلاله محطة اذاعة وشاحنة وجرح احد الجنود. ونفى مكتب سيرغي ياسترجيمبسكي مساعد الرئيس الروسي لشؤون الشيشان أنباء مقتل القائد الشيشاني المعروف شامل باسايف امس. وجاء في بلاغ مقتضب نقلته وكالة "انترفاكس" عن المكتب ان الطيران الفيديرالي لم يقم بأية غارات فوق الشيشان خلال نهار امس لسوء الطقس، ولذا "لا صحة للأنباء القائلة عن ابادة مجموعة من المقاتلين يمتطون الخيول وبينهم شامل باسايف نتيجة القصف الجوي".