تعيين أحمد حاج قادروف رئيساً للإدارة الشيشانية الموقتة لم يؤد الى انفراج الوضع في الشيشان بل، على العكس، تزامن مع تصعيد واضح لهجمات المسلمين على المواقع الروسية، ومرة اخرى فجّر روسي سيارة مفخخة عند حاجز الشرطة الروسية فيما استغل الكرملين حادثة الافراج عن صحافي روسي من قبضة الخاطفين الشيشان دعائياً على اوسع نطاق وسط تضارب آراء شيشانية وروسية في تعيين قادروف. تحطمت مروحية حربية روسية فور اقلاعها من القاعدة خان قلعة العسكرية مساء الاثنين وقتل افراد طاقمها الاربعة وعزت القيادة العسكرية في الشيشان الحادث الى اسباب فنية. وفي ثاني حادث مماثل لليوم الثاني على التوالي انفجرت سيارة مفخخة كان يقودها الروسي أغناط لينيجكين من سكان مدينة اوروس مارتان الشيشانية قرب حاجز للشرطة الروسية في ضواحي غروزني وقتل السائق الروسي من دون وقوع اصابات بين عناصر الحاجز. واشار سيرغي ياسترجيمبسكي مساعد الرئيس الروسي الى "تكتيك" جديد يطبّقه المقاتلون الشيشان باستخدامهم مدنيين روس لايصال سيارات عبر الحواجز مقابل اجر مالي. وشبّه هذا "التكتيك" بالاساليب التي يستعملها "حزب الله" في لبنان. وهاجمت امس الثلثاء مجموعة عسكرية مسلحة قافلة عسكرية روسية على طريق القوقاز الفيديرالية قرب بلدة الخان يورث ونشبت معركة استخدمت فيها المروحيات ولم ترد معلومات اكيدة عن الخسائر الروسية وافيد عن مقتل عسكري روسي وجرح خمسة في هجوم مشابه تعرضت له قافلة من قوات الامن الداخلي الاثنين الماضي، وقالت مديرية الداخلية في غروزني ان الجنود الروس نجحوا في صد الهجوم، ما اسفر عن مقتل 13 مقاتلاً وأسر اثنين احدهما شرطي شيشاني سابق. وعلى صعيد آخر، عاد الى باريس المصوّر الصحافي الفرنسي فليتيو الذي أُفرج عنه الاثنين بعد تسعة اشهر في الأسر لدى مجموعة شيشانية مسلحة. وفور وصوله الى موسكو استقبله الرئيس فلاديمير بوتين مساء الاثنين لمدة ساعة ونصف الساعة وزوّده ملفاً وأشرطة فيديو وألبوم صور عن "تجارة الرقيق" على ايدي "العصابات الشيشانية" وتناول معه الشاي خلال القائه "المحاضرة" على ضيفه الفرنسي عن "الارهاب الدولي" وجهود روسيا لمواجهته وبثت القناة التلفزيونية الاولى في موسكو مساء الثلثاء فيلماً وثائقياً طويلاً عن الرهائن والمخطوفين في الشيشان وسوء معاملتهم وذلك في سياق الحملة الاعلامية المضادة التي تنظمها موسكو رداً على انتقادات دولية فيما يخص خروقات حقوق الانسان في الشيشان. وقال سيرغي ياسترجيمبسكي ان "العصابات الشيشانية ما زالت تحتجز اكثر من مئة رهينة كلهم روس باستثناء اجنبي واحد هو مواطن سعودي". وعلى صعيد آخر، تضاربت آراء سياسيين روس وشيشانيين في تعيين احمد حاج قادروف رئيساً للادارة الشيشانية الجديدة، ففيما رحّب سياسيون روس في موسكو بقرار بوتين وتعيين المفتي قادروف في هذا المنصب، انتقدت شخصيات شيشانية موالية لموسكو بينها مالك سعدالله نيف رئيس "مجلس الدولة" الشيشاني الذي شكلته موسكو وبيتسلان غانتميروف محافظ غروزني السابق الذي حاربت ميليشياته الى جانب القوات الروسية في الحرب الحالية "الخطأ الفادح" الذي ارتكبه في رأيهم فلادمير بوتين باختيار قادروف ركيزة اساسية لموسكو في الشيشان. كما اعرب رسلان اوتشيف رئيس انغوشيا عن خيبة امله بهذا التعيين واضاف في حديث الى وكالة "انترفاكس" الروسية ان موسكو على ما يبدو لا تريد التعامل مع شيشانيين يمثلون الطرف الآخر، ولاحظ ان مسؤولين شيشانيين موالين لروسيا ممن كانت خبرتهم اكثر من خبرة احمد قادروف فشلوا في السابق في المهمة. واشار جبرائيل غاكانيف رئيس "مجلس الهيئات الشيشانية" الاجتماعية في موسكو الى ان احمد قادروف يفتقد الى رصيد شعبي كاف في الشيشان باستثناء سكان منطقة غودرميس وعشيرة بينوي الشيشانية التي ينتمي اليها، ناهيك عن "مستواه العلمي الضعيف".