بروكسيل - أ ف ب - أشادت الولاياتالمتحدة امس بتعاونها الجيد مع روسيا للضغط على حركة "طالبان" وخفض حدة التوتر في الشرق الاوسط. لكنها اكدت تخوفها من استئناف بيع ايران اسلحة روسية ومن سياسة موسكو في الشيشان وجورجيا. وأوضح مسؤول اميركي في ختام لقاء بين وزيري خارجية البلدين مادلين اولبرايت وايغور ايفانوف صباح أمس في بروكسيل ان المواجهات الاسرائيلية الفلسطينية، ومشروع قرار الاممالمتحدة لحمل حركة "طالبان" على طرد اسامة بن لادن "موضوعان لتعاون حقيقي". واضاف المسؤول، طالباً عدم كشف اسمه، ان اولبرايت دعت روسيا الى "التفكير في الطريقة التي ستعرض فيها سياستها على الادارة الاميركية الجديدة" التي ستتولى مهامها في كانون الثاني يناير المقبل، مؤكدة قلق واشنطن من ملفات عدة. واعربت اولبرايت مرة اخرى عن خشيتها اثر قرار موسكو الانسحاب من اتفاق روسي - اميركي يحظر بيع ايران اسلحة تقليدية وهي الدولة التي "تدعو علناً الى القضاء على دولة اسرائيل". واضاف المسؤول الاميركي ان ايفانوف اكد في المقابل انه لا يوجد "أي مشروع لابرام عقد في مستقبل قريب". ونددت اولبرايت بانعدام التعاون بين موسكو ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا حول الشيشان، وبلجوء الروس المفرط الى القوة منذ بدء المعارك في هذه الجمهورية. واعربت اولبرايت عن قلقها من سياسة التأشيرات الجديدة التي تنتهجها موسكو ازاء جورجيا اذ ترغم جميع مواطني هذه الجمهورية على الحصول على تأشيرات دخول مع احتمال اجراء استثناءات للمقيمين في منطقتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين في جورجيا. واضاف المسؤول الاميركي ان ايفانوف اكتفى ب"تفسير نظام الحصول على التأشيرات من دون تبريره". الى ذلك أجلت روسيا التوقيع على اتفاق مع حلف شمال الاطلسي يسمح للحلف بفتح مكتب اعلامي في موسكو، بسبب استخدام لهجة متشددة ضد معالجة موسكو الحرب في الشيشان. ولكن مسؤولاً قال ان الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون قبل دعوة علنية خلال مؤتمر صحافي من وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف لزيارة موسكو مشيراً الى ان المكتب الاعلامي يمكن ان يفتح خلال هذه الزيارة. وتحدث الرجلان بعد اجتماع للمجلس المشترك الدائم بين حلف شمال الاطلسي وروسيا في المقر الرئيسي للحلف في بروكسيل. وأصدر وزراء خارجية الاطلسي في وقت سابق بيانا اعربوا فيه عن اسفهم ازاء سقوط قتلى في الشيشان. وقال مسؤول اميركي "كان من الصعب على ايفانوف قبول رفع علم حلف الاطلسي في موسكو بعدما اصدر الحلف بياناً ينتقد روسيا بشأن الشيشان. هذا امر مؤسف ولكن يمكن تفهمه ونأمل الا ننتظر طويلاً". واضاف انه تم الاتفاق على كل شيء باستثناء موعد فتح المكتب. وجاء في البيان ان الجانبين تبادلا رسائل متعلقة بتأسيس المكتب ولكنه اضاف ان التوصل "الى حل عادل ودائم" لهذا الصراع أمر "ملح وجوهري". وتابع البيان "نأسف لاستمرار سقوط قتلى والاضرار المادية التي تلحق بالمدنيين. هذا يدعو لاجراء تحقيق فوري ومستقل لانتهاكات حقوق الانسان ومخالفات القانون الدولي". وحض البيان ايضاً روسيا على احترام تعهداتها كعضو في الاممالمتحدة ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا ومجلس اوروبا. وعرقلت موسكو خلال اجتماع عقده وزراء خارجية منظمة الامن والتعاون في اوروبا اصدار اعلان بشأن الشيشان ولم توافق على السماح لبعثة من المنظمة للعودة الى المنطقة حيث دان الغرب مراراً حجم حملتها.