أعلن الرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا أن روسيا وافقت أمس على الانتشار الفوري لعشرين مراقبا عسكريا من المنظمة في منطقة الصراع مع جورجيا. وقال الكسندر ستوب وزير الخارجية الفلندي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا للصحافيين في بروكسل إنه عقب مفاوضات تواصلت طوال الليل بمقر المنظمة في فيينا وافقت روسيا على الانتشار الفوري للمراقبين وذلك الساعة 0945بالتوقيت المحلي. وأضاف الوزير الفنلندي ان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي سمح بإرسال عشرين مراقباً تابعين للمنظمة إلى جورجيا. واضاف ان عشرين مراقبا هو "عدد قليل جدا (...) لكن يجب فتح الباب وجلب مراقبين عسكريين الى المكان لانه يتعين ارسال جنود والجهة الوحيدة القادرة على ذلك في الوقت الحالي هي منظمة الامن والتعاون في اوروبا". وتابع "انني متفائل بشكل حذر جدا فمن باإمكانه الاعتراض على مراقبين عسكريين لا يحملون اسلحة"؟ وأجرت جورجيا وروسيا أمس أول تبادل للأسرى بينهما.. وسلم المسؤولون الروس في نقطة تفتيش إيغويتي على الحدود الروسية - الجورجية 13من أسرى الحرب الجورجيين وتسلموا خمسة جنود روس في المقابل. وهذه هي عملية التسليم الأولى للأسرى منذ اندلاع الصراع في أوسيتيا الجنوبية في وقت سابق من الشهر الحالي. في هذه الأثناء استمر أمس الانسحاب الروسي بوتيرة بطيئة من جورجيا. وغادر رتل من العربات المدرعة الروسية مدينة غوري أمس عقب صدور أوامر لها بالانسحاب إلى روسيا. هذا وأكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الثلاثاء لنظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ان انسحاب القوات الروسية من جورجيا سينجز الخميس او الجمعة، باستثناء مجموعة من 500عنصر، وفق ما اعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان. واورد البيان ان ساركوزي الذي يترأس الاتحاد الاوروبي ومدفيديف "اجريا اليوم اتصالا هاتفيا" و"توافقا على الضرورة العاجلة للتطبيق الكامل لاتفاق وقف اطلاق النار بنقاطه الست والذي تم التوصل اليه في 12اب/اغسطس في موسكو". واضاف ان "الرئيس مدفيديف ابلغ الرئيس ساركوزي ان انسحاب القوات الروسية سينجز في 21و 22اب/اغسطس، باستثناء مجموعة من 500عنصر مكلفة تطبيق اجراءات امنية اضافية لحظها البند الخامس من اتفاق 12اب/اغسطس". من جهته، اعرب ساركوزي عن "امله ان تتم سريعا زيادة عدد مراقبي منظمة الامن والتعاون، مؤكدا ارسال مراقبين فرنسيين في اطار هذه المهمة"، وفق المصدر نفسه. وردت روسيا على الفور مساء الثلاثاء على تصريحات حلف شمال الاطلسي حول جورجيا معتبرة ان مواقفه ستكون لها تداعيات على مستقبل علاقاته مع موسكو. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان الموقف الذي تبناه حلف شمال الاطلسي في الازمة الجورجية سيكون له "تداعيات" على العلاقات مع روسيا التي "ستستخلص النتائج التي تفرض نفسها". وقال لافروف "روسيا لا تحتل اي بلد وليس في نيتها ان تحتل اي بلد". واعتبر البيان الذي اصدره نظراؤه في حلف شمال الاطلسي اثر اجتماعهم في بروكسل "غير موضوعي ويعبر عن موقف منحاز"، في حين ان دعمهم ترشيح جورجيا للانضمام الى الحلف هو موقف "معاد لروسيا". وقال لافروف ان بيان حلف الاطلسي يفتقد الى الموضوعية لانه "لا يشير بكلمة واحدة الى كيفية بدء كل هذا، ولماذا حدث، ومن بدأ العدوان ومن سلح جورجيا". والجملة الاخيرة تشير بوضوح الى الولاياتالمتحدة. واعتبر الحلف الاطلسي في بيان في ختام اجتماعه الطارىء في بروكسل انه لا يمكنه ان يواصل علاقاته مع روسيا كأن شيئا لم يكن. واورد البيان ان "الحلف يدرس جديا انعكاسات تحركات روسيا على العلاقة بين الحلف وروسيا". واضاف "قررنا اننا لا نستطيع ان نواصل العمل كما لو ان شيئا لم يكن"، داعين موسكو الى "ان تبرهن قولا وفعلا التزامها المبادىء التي قامت عليها علاقتنا". من جانبه، علق ممثل روسيا لدى الحلف الاطلسي ديمتري روغوزين على البيان مستخدما عبارة "تمخض الجبل فولد فأرا". وندد روغوزين بهلجة البيان "المفعمة بالشر". وقال لمحطة التلفزيون الاخبارية الروسية فستي- 24"في الحقيقة، تبين ان كل التهديدات التي سيقت حتى الان ضد روسيا هي عبارات جوفاء". وقال الوزير لافروف للصحافيين "الواقع ان الحلف اخذ (الرئيس الجورجي ميخائيل) ساكاشفيلي تحت حمايته"، واصفا النظام في تبيليسي بانه "مجرم" و"مفلس". واتهم لافروف الحلف بالتوجه نحو "اعادة تسليح" جورجيا. وقال "هناك مسعى في الحلف لجعل المعتدين ضحايا (..) وتبرئة النظام الجورجي". واضاف ان "السياسة القائمة على اجتذاب جورجيا الى الحلف الاطلسي لا علاقة لها باستيفاء جورجيا لمعايير الانضمام، بل تنبع من اهداف يصح فيها القول انها معادية لروسيا". لكنه اعتبر مع ذلك ان مجلس الحلف الاطلسي وروسيا "انشىء ليس بهدف تعليم روسيا كيف تتصرف مع السلطات الجورجية، وانما لتسوية مسائل اقليمية وضمان الاستقرار والامن في اوروبا ومنطقة اوروبا والاطلسي". سنواصل العمل من اجل تحقيق هذه الاهداف وعلى اعتبار ان ذلك لا يتحقق الا من خلال توحيد جهودنا".وقال لافروف "الانسحاب سيتم في موازاة العودة الفعلية للقوات الجورجية الى مواقعها الدائمة وتعزيز مواقع قوات حفظ السلام. اعتقد ان هذا الامر سيستغرق ثلاثة او اربعة ايام". والغت روسيا الثلاثاء مشاركتها في مناورات كانت مقررة في بحر البلطيق في اطار شراكتها مع حلف شمال الاطلسي، ولن تتمكن من استقبال فرقاطة اميركية في الشرق الاقصى في ايلول/سبتمبر كما كان مقررا. من جانبها اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الثلاثاء انها حصلت من حلف شمال الاطلسي على ما كانت تريده خلال اجتماعه الاستثنائي الذي عقد في بروكسل وخصص لبحث الازمة الجورجية. وقالت رايس في مؤتمر صحافي "لقد حصلنا تماما على ما كنا نريده". وتطرقت رايس الى ثلاث نقاط ايجابية في الاعلان المشترك الذي صدر عن وزراء خارجية دول الحلف الاطلسي ال 26وهي : دعم الحلف "للديموقراطية الجورجية"، وتوجيه "رسالة شديدة القوة الى روسيا تدعوها الى الالتزام بما تعهدت به"، و"اعلان الاطلسي بشكل واضح جدا انه من غير المقبول ان تقوم روسيا برسم خط جديد في اوروبا لا يمكن ان نأمل بمستقبل اطلسي للمناطق التي تقع وراءه". وفي الملف الإنساني ضاعفت المانيا قيمة مساعداتها الانسانية الى جورجيا عبر رصد مليون يورو اضافية، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الالمانية.