موسكو، اوسلو - "الحياة"، ا ف ب - وصفت مصادر ديبلوماسية اوروبية اللقاء بين وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ونظيرها الروسي ايغور ايفانوف في اوسلو امس الثلثاء بانه اسفر عن نجاح وفشل جزئيين. واعلن الجانبان اتفاقهما على مواصلة جهودهما الديبلوماسية لكنهما لم يتفقا في شأن طبيعة قوة دولية يمكن ان تكلف تأمين الحماية لعودة اللاجئين الى كوسوفو. وهذا اللقاء الاول بين الجانبين منذ بدء ضربات الحلف الاطلسي على يوغوسلافيا في 24 اذار مارس الماضي التي ادت الى عودة التوتر بين واشنطنوموسكو. وكان المراقبون الروس والغربيون علقوا آمالا كبيرة على اللقاء، فيما اعتبر الروس ان فشله يعني ان لا مفر من عملية برية للاطلسي ضد يوغوسلافيا. وافادت مصادر روسية مطلعة ان المناقشات بين اولبرايت وايفانوف شملت الانتشار الدولي وفكرة اقامة محمية دولية لالبان كوسوفو. واضافت ان الوزير الروسي امتنع عن مباركة اي اقتراح ووعد بمناقشة الافكار المطروحة مع القيادة اليوغوسلافية على اساس ان رأيها يأتي اولا. غير ان اولبرايت وايفانوف اعتبرا ان محادثاتهما كانت "مفيدة جدا" وسمحت "بتقارب وجهات النظر" حول الازمة اليوغوسلافية خلال اللقاء الذي استغرق اربع ساعات في صالة فندق في مطار اوسلو. وقال ايفانوف في مؤتمر صحافي في ختام اللقاء: "اتفقنا على مواصلة جهودنا الديبلوماسية للتوصل الى تسوية سياسية" للازمة في كوسوفو. واضاف: "بالطبع لم تكن محادثاتنا سهلة"، موضحا انه سعى جاهدا مع اولبرايت الى ايجاد "مقاربة" مشتركة تسمح بالتوصل الى حل سياسي. وتابع: "حققنا خطوة الى الامام، ليست كبيرة بشكل كاف كما ابتغيناها لكن مقبولة حتى الان". وقال: "كلما بكّر الحلف الاطلسي في وقف ضرباته كلما اصبحت التسوية اسهل". وافادت وزيرة الخارجية الاميركية ان محادثاتها مع ايفانوف اظهرت وجود "اتفاق على عدد كبير من المبادىء الاساسية" للحل في كوسوفو، لكن ليس حول انتشار عسكري دولي في الاقليم. واعتبر ايفانوف واولبرايت الانتشار الدولي "ضروري" لكنهما لم يتفقا على تشكيل هذه القوة. وقال الوزير الروسي "انه احد المواضيع الاكثر تعقيدا، سنواصل المناقشات"، مذكرا بمعارضة بلغراد الحالية لاي وجود عسكري اجنبي على اراضيها. وجدد التاكيد على ان موسكو تعتبر موافقة بلغراد على نشر هذه القوة شرطا ضروريا. من جانبها ذكرت اولبرايت بموقف واشنطن القائل بان هذه القوة يجب ان تكون برئاسة الحلف الاطلسي. وقالت ان "روسيا لم تغير رايها في ما يتعلق بضربات الحلف الاطلسي، ولم اغير رأيي حول مسؤولية ميلوشيفيتش الاولية" عن اندلاع النزاع. في غضون ذلك أكد الرئيس الروسي بوريس يلتسن في مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي جاك شيراك ان موسكو تعمل الى "دفع بلغراد الى البحث عن حل وسط معقول". لكنها تدعو من جهة أخرى حلف الأطلسي الى "تغليب العقل". وعلقت موسكو آمالاً على أن يسفر لقاء وزيري الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ونظيرته الأميركية مادلين اولبرايت عن تقدم في اتجاه التسوية. وذكرت وكالة "ايتار تاس" الرسمية انه في حال "نجاح" أوسلو فإن وزراء خارجية الدول الصناعية الكبرى قد يعقدون اجتماعاً اليوم الاربعاء في أوسلو. وفي حال فشل المفاوضات، لم يستبعد وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان يبدأ حلف الأطلسي عملية برية في كوسوفو. وذكر ان هناك معلومات تفيد ان الغرب عمد الى زيارة عدد الطائرات والسفن الحربية في منطقة العمليات، واعتبر ذلك دليلاً على التحضير لغزو بري. لكنه قال ان حلف الأطلسي لن يبدأ العملية على اليابسة الا بعد التأكد من "الابادة الكاملة" للقوات اليوغوسلافية في كوسوفو وتعطيل الدفاعات الجوية الصربية. وحذر سيرغييف من أن موسكو قد تتخذ "في ضوء التطورات" قراراً بسحب الوحدات الروسية الموجودة في البوسنة والهرسك ضمن قوات حفظ السلام. وأعلن سكرتير مجلس الأمن القوي فلاديمير بوكين ان المجلس سيدعى الى الانعقاد للنظر في أوضاع الصناعات النووية الحربية. وذكر ان هذا الاجتماع لا علاقة له مباشرة بأحداث البلقان.