تزايدت الضغوط الغربية على روسيا لوقف عملياتها العسكرية في الشيشان، فأعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها إزاء الغارات التي تشنها موسكو على غروزني، ودعت فرنسا وألمانيا في بيان مشترك الى بدء الحوار "فوراً" بين طرفي النزاع. وكرر صندوق النقد الدولي تهديده بوقف القروض الى روسيا اذا استمرت الحرب. وتبادلت واشنطنوموسكو اعتقال "جاسوسين". في غضون ذلك أعلنت موسكو موافقتها على استقبال بعثة من منظمة المؤتمر الاسلامي بناء على اقتراح ايراني، وطالب رئيس مجلس مفتي روسيا وزارة الداخلية بتوفير الحماية لمفتي الشيشان الذي اهدر الرئيس أصلان مسخادوف دمه الاسبوع الماضي لأنه "عميل لموسكو". وأعلنت الخارجية الاميركية ان مادلين أولبرايت اعربت عن قلق بلادها من الغارات على الشيشان، خلال اتصالات هاتفية مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف الاثنين، لكنها لم تصل الى حد ربط المسألة بالمعونات المقدمة الى روسيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جيمس روبن ان الولاياتالمتحدة قلقة بشأن "الاضرار العشوائية" التي تصيب الشيشان حيث تقصف الطائرات الروسية القرى والمدن في حملة تقول موسكو انها تستهدف مكافحة الارهاب. غير ان روبن تفادى القول إن الولاياتالمتحدة ستسعى الى تأخير تقديم اموال جديدة الى روسيا من صندوق النقد الدولي، لكنه اضاف ان موسكو لم تطبق بعد الشروط الاقتصادية للحصول على معونات نقدية من الصندوق. ودعا وزيرا الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين والالماني يوشكا فيشر روسيا الى فتح حوار "فوري" مع الشيشانيين. وقال فيدرين وفيشر في بيان مشترك اصدراه عقب لقائهما امس في باريس "إننا نعيد مجدداً تأكيد قناعتنا بأن قضية الشيشان لا يمكن ان تسوى الا بطريقة سلمية، تقتضي فتح حوار مباشر بين طرفي النزاع". وأضاف الوزيران "لا يسعنا لمناسبة الزيارة التي يقوم بها الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون الاوروبية كنوت فوليبيك الى موسكو، القبول بعدم تحديد موعد للمهمة التي يعتزم القيام بها في شمال القوقاز". ودعا الوزيران السلطات الروسية الى "احترام الالتزامات التي اقدمت عليها خلال قمة منظمة الأمن والتعاون التي عقدت في اسطنبول"، كما دعيا إلى تسهيل الدور الذي ينبغي على المنظمة ان تلعبه لحل الأزمة. وفي واشنطن قال مسؤولون عسكريون ان ضابط صف في البحرية الاميركية اتهم بتمرير اسرار الى روسيا عام 1994 اي بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب الباردة. فيما اوقفت السلطات الروسية السكرتيرة الثانية في السفارة الاميركية في موسكو بتهمة التجسس. وقال كريغ سميث القائد في سلاح البحرية ان ضابط الصف دانييل كينغ 40 عاماً محتجز في السجن العسكري في كوانتيكو في ولاية فرجينيا في انتظار محاكمته عسكرياً بتهمة التجسس وكشف معلومات سرية. وذكر مسؤولون اميركيون ان كينغ وهو محلل شفرات اعترف بتمرير معلومات سرية الى روسيا، إلا أنه من المعتقد انها معلومات بسيطة لا تمثل خرقاً أمنياً كبيراً. وأعلنت طهران ان روسيا وافقت امس على اقتراحها بإرسال بعثة من منظمة المؤتمر الاسلامي لمناقشة الأزمة في الشيشان. وذكرت الاذاعة الايرانية أن ايفانوف اجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الايراني كمال خرازي "لابلاغه قرار الحكومة الروسية". وكان خرازي الذي ترأس بلاده حالياً منظمة المؤتمر الاسلامي، قدم صيغة اقتراح تقضي بترؤسه بعثة من المنظمة تتوجه الى موسكو. وأوضح اثناء مؤتمر صحافي مشترك مع ايفانوف الأسبوع الماضي "اقترحت شخصياً توجه بعثة من منظمة المؤتمر الاسلامي الى موسكو للبحث في الوضع في الشيشان". وكان ايفانوف أكد ان ازمة الشيشان "أزمة داخلية بحتة". وفي موسكو حذرت وزارة الداخلية الروسية من موجة جديدة من أعمال الارهاب والتفجير قد ينفذها المقاتلون الشيشانيون. وطالب رئيس مجلس مفتي روسيا السلطات بتوفير الحماية لأحمد قادر الزعيم الديني الشيشاني. وقال ايغور زوبوف نائب وزير الداخلية الروسي في مؤتمر صحافي امس ان "معلومات مؤكدة ترد يومياً إلى وزارته حول استعداد افراد منتمين الى الجماعات الارهابية المتمركزة في الشيشان لتنفيذ عمليات تفجير في مواقع مهمة في موسكو". وطالب راوي عين الدين مفتي القسم الاوروبي لروسيا ورئيس مجلس مفتيها وزير الداخلية فلاديمير روشايلو "بتوفير الحماية" لأحمد قادر مفتي الشيشان الذي أهدر اصلان مسخادوف دمه الاحد الماضي لتعامله مع السلطات الفيديرالية. ودافع عين الدين في حديثه الى وكالة "ايتار - تاس" الروسية الرسمية عن نشاط قادر الرامي الى "حقن الدماء وحماية المدنيين". ويذكر ان قادر الذي كان من انصار الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف اثار حفيظته بعدما رفض اعلان الجهاد على روسيا في ايلول سبتمبر الماضي. وزار موسكو حيث التقى فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الروسي وساهم في اعداد اتفاق دلخول القوات الفيديرالية بعض المدن الشيشانية "سلماً". وأشارت مصادر ديبلوماسية روسية الى ان زيارة كنوت فوليبيك الرئيس الحالي لمنظمة الامن والتعاون الاوروبية ووزير خارجية النروج لموسكو الاثنين الماضي آلت الى اخفاق، إذ لم يوافق ايغور ايفانوف وزير الخارجية الروسي على زيارته للشيشان لإجراء الاتصالات مع القيادة الشيشانية في غروزني، وطالب الجانب الروسي فوليبيك ان "يوضح" اهداف رحلته وينتظر قراراً من الحكومة الروسية في الموضوع مما يجعل زيارته للشيشان غير ممكنة قبل انتهاء فترة رئاسة النروج لمنظمة الامن والتعاون. وفي اشارة الى اعتراض موسكو على التدخل الغربي في قضية الشيشان صرّح ايغور ايفانوف في مؤتمر صحافي امس الثلثاء، ان "دولاً معنية تقع على بعد آلاف الكيلومترات من القوقاز وحوض بحر قزوين" تسعى الى اخراج روسيا من تلك المناطق وان موسكو ترى ان "بعض الدول الغربية يحاول تقليص قدرات روسيا في منطقة القوقاز".