موسكو - رويترز - بعد حوالى عام من التجمد الكامل تتجه علاقات روسيا مع حلف شمال الاطلسي الى تحسن كبير. يقول محللون عسكريون ان القائم بأعمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه اسباب عدة لتحسين العلاقات الآن مع الحلف تتراوح بين السياسات المحلية والتخفيضات المتوقعة في نفقات الدفاع من ناحية، وأسباب تتعلق بالأمن الأوروبي والأمن الروسي من ناحية اخرى. وقال يفغيني فولك من مؤسسة "هيريتيج فاونديشن" للأبحاث "بوتين يدرك ان روسيا معزولة دولياً بسبب الشيشان. وحلف الاطلسي شريك مناسب لأنه يريد استعادة العلاقات ولا يريد وضع روسيا في موقف حرج". ومن المتوقع ان يزور الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اللورد روبرتسون موسكو النصف الأول من شباط فبراير في أول زيارة له الى روسيا منذ توليه منصبه. ويقول روبرتسون انه يود مناقشة موضوع الحرب الروسية في الشيشان ومفهوم موسكو الجديد للأمن. وجمدت موسكو العلاقات مع الأطلسي في 24 آذار مارس بعدما بدأ الاطلسي قصف يوغوسلافيا، فيما كانت روسيا غضبت بالفعل من توسع الاطلسي شرقاً. ووجه الحلف انتقادات حادة الى حرب الشيشان. وقال فاديم سولوفيوف مدير تحرير صحيفة "نيزافيسمويي فوينويا اوبوزرينيا" العسكرية الاسبوعية ان بوتين أدرك انه لا يمكن لروسيا ان تضمن امنها من دون اتصالات مع الأطلسي. وأضاف "لا توجد اسباب حتى الآن للحديث عن عودة العلاقات الكاملة". ووجه بوتين دعوات الى عدد من المسؤولين الاجانب لزيارة موسكو من بينهم وزراء خارجية ايطاليا وكوبا والمانيا، بالاضافة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. ومن المقرر ايضاً ان تزور موسكو وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الأسبوع المقبل عندما تستضيف روسيا المحادثات متعددة الأطراف الخاصة بالشرق الأوسط وهي فرصة اخر خلال العد التنازلي لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في 26 آذار ويرجح ان يفوز فيها بوتين. ووصلت عبارات النقد الروسية الى الحلف الى مستوى الحرب الباردة. لكن مسؤولاً من الاطلسي قال ان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف اتصل هاتفياً بمقر الحلف في بروكسل في كانون الأول ديسمبر الماضي ليوجه دعوة الى روبرتسون لزيارة موسكو. وقال مسؤول في الحلف "يأمل الاطلسي في ان تكون الزيارة جس نبض". وقال ديبلوماسي غربي ان مسؤولاً كبيراً من الاطلسي يتفاوض بالفعل مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك في النص الذي سيرد في أي بيان مشترك. وقال "لا يمكن لروبرتسون المضي في زيارة من دون بيان مهم". وتوجد نقطتان شائكتان على الأقل في هذا الشأن. وتريد موسكو صوتاً اقوى في المجلس المشترك الدائم الذي جمع بين اعضاء الاطلسي وروسيا في اتفاقية 1997 بشأن العلاقات. ويفضل الاطلسي بقاء الأوضاع على ما هي عليه الآن. لكن مصادر الكرملين ومصادر روسية اخرى ترى ان قضية موعد الزيارة التي سيقوم بها روبرتسون فنية اكثر منها سياسية. وقال ديبلوماسيون غربيون ان بامكان الاطلسي ان يعرض على روسيا في وقت لاحق مزيداً من المساعدات في اعادة تدريب الضباط الذيني حالون الى التقاعد في اطار مزيد من الخفض في القوات المسلحة التي تعاني من نقص في النقد.