أعلن الرئيس السوداني السابق جعفر النميري ترشيحه للرئاسة السودانية منافساً الرئيس عمر حسن البشير. ومددت السلطات فترة الترشيح إلى الأحد المقبل، فيما يستعد حزب الأمة المعارض لتنظيم تظاهرات ترحيبية في مدن عدة بعودة رئيسه السيد الصادق المهدي الخميس المقبل، بعد غياب استمر أربع سنوات. مددت هيئة الانتخابات السودانية فترة الترشيح في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية إلى الأحد المقبل بعدما كان مقرراً اقفالها اليوم اثر شكاوى من مرشحين. وبات مؤكداً تنافس أربعة مرشحين على الرئاسة هم الرئيس الحالي عمر البشير والرئيس السابق جعفر النميري وزعيم حزب الأحرار السموأل حسين منصور والمستقل الدكتور مالك حسين. وأعلن النميري، الذي تردد سابقاً في ترشيح نفسه للرئاسة، أن حزبه "تحالف قوى الشعب العاملة" قرر خوض الانتخابات ببرنامج يرتكز على مبادئ حكمه البلاد لفترة امتدت 16 عاماً "لإنقاذ الشعب من الظلم والفقر والمرض، وتحقيق التنمية والنهضة الاقتصادية".وانتقد حزب النميري عدم قومية هيئة الانتخابات، وسيطرة الحكومة على السجل الانتخابي، ودعا إلى تداول السلطة سلمياً وتعزيز التجربة الديموقراطية. وعقد زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي لقاء مع أحزاب تحالف القوى الوطنية الذي يضم 4 أحزاب لتأكيد مقاطعتهم الانتخابات. واعتبر مسؤول الدائرة الدستورية في الحزب محمد الحسن الأمين المقاطعة موقفاً سليماً بسبب "غياب الحريات وسيطرة الحكومة على وسائل الإعلام". إلى ذلك، نشرت وكالة الأنباء الحكومية سونا في خطوة لافتة، تقريراً عن محاضرة ألقاها الترابي أمام ملتقى الخرطوم العالمي في شأن التعايش الديني والسلام في السودان. وامتنعت وسائل الإعلام الرسمية والصحف الموالية للحكومة عن تغطية نشاطات الترابي منذ اقصائه عن الحكم منتصف السنة الجارية. ودعا الترابي رجال الدين في محاضرته إلى تقليص الخلافات والعمل من أجل مصلحة الإنسان وجمع الناس على الخير، وأن يبدأ التعاون بين المؤمنين الحقيقيين من كل الديانات.ودعا إلى التوقيع على ميثاق إنساني عالمي من جميع الدول والمجموعات الدينية والاجتماعية، وأن يكون لكل ملة وجماعة بموجب هذا الإعلان الإنساني الحق في الدعوة لدينها وآرائها. عودة المهدي على صعيد آخر، منحت سلطات ولاية الخرطوم حزب الأمة المعارض ترخيصاً للاحتفال بعودة زعيمه رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي يوم الخميس المقبل. وقرر الحزب تنظيم مسيرات لأنصاره في 21 مدينة لهذه المناسبة. ولا يزال الحزب يفاوض أسمرا للسماح لميليشياه بدخول السودان بمعداتها وآلياتها قبل وصول زعيمه إلى الخرطوم. وبحث المكتب السياسي لحزب الأمة أمس في ترتيبات عودة زعيمه. وقال مسؤول قطاع الجنوب عبدالرسول النور في تصريحات للصحافيين أمس إن تنسيقاً جرى بين الحكومة وحزبه لإكمال استقبال المهدي. وقرر الحزب تنظيم مسيرات في 21 مدينة متزامنة مع وصول المهدي يوم الخميس المقبل. إلى ذلك، أعربت دوائر في حزب الأمة عن عدم رضاها عن رفض السلطات الاريترية السماح لميليشيا الحزب التي يطلق عليها اسم "جيش الأمة للتحرير" بدخول السودان بمعداتها وآلياتها. وأجرى قائد هذه الميليشيا عبدالرحمن المهدي، نجل زعيم حزب الأمة، محادثات أول من أمس في أسمرا مع الأمين العام للجبهة الشعبية للديموقراطية والعدالة الحاكمة في اريتريا الأمين محمد سعيد ووزير الخارجية علي سيد عبدالله لمعالجة الموقف. ولم تستبعد تقارير صحافية ان تسعى اريتريا إلى اقناع حزب الأمة بعودة قواته من دون آلياتها ومعداتها. ويعتقد بأن أسمرا ترغب في تحويل هذه الأسلحة إلى قوات "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض الذي لا يزال يقاتل ضد القوات السودانية. وفي أسمرا "الحياة"، قالت مصادر في حزب الأمة إنها تجري اتصالات مع السلطات الاريترية لتحديد الطريق الذي ستسلكه قوات الحزب التي يقدر عددها بأكثر من 400 مقاتل، إلى داخل السودان. وكان مقرراً ان تعود القوات إلى السودان يوم الخميس الماضي، إلا أن هجوماً نفذته قوات المعارضة على مدينة كسلا الحدودية عرقل ذلك.