أفادت معلومات في الخرطوم امس ان الحكومة السودانية تتوقع هجوماً ثلاثياً عبر الحدود الاوغندية والاريترية والاثيوبية، بعدما رصدت حشوداً داخل الدول الثلاث. وقال وزير الزراعة المدير السابق لجهاز الأمن السوداني الدكتور نافع علي نافع امام قيادات "المؤتمر الوطني" التنظيم السياسي الحاكم ان السلطات السودانية رصدت تحركات وحشوداً عسكرية على الحدود الجنوبية والشرقية للسودان، وان الولاياتالمتحدة "تقف وراء التحرك الجديد". وزاد ان "القوات المتحفزة لدخول السودان جلبت من أوغنداواثيوبيا وأريتريا اضافة الى قوات المعارضة السودانية، اما الاسلحة والعتاد فجلبت من الولاياتالمتحدة بكميات كبيرة". وتابع ان واشنطن كانت حددت كانون الأول ديسمبر الماضي موعداً لشن الهجوم على الجبهتين الجنوبية من أوغندا والشرقية المتاخمة لأثيوبيا وأريتريا لكن خلافاً على مسائل فنية في شأن المعارك أدى الى تأخيره. وقال ان حكومته "مستعدة تماماً" للمواجهة. ونقلت الصحف السودانية امس مخاوف الحكومة من شنّ المعارضة المسلحة هجوماً من الحدود الاوغندية والاريترية والاثيوبية، وأوضحت صحيفة "أخبار اليوم" ان زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق يعد لشن هجوم من اثيوبيا على ولايتي النيل الازرق في الشرق وشرق الاستوائية في الجنوب. وأشارت الى ان المتمردين الجنوبيين حشدوا قوات في معسكر على الحدود الاثيوبية بعد ضغوط فرضتها واشنطن على اثيوبيا لمساعدة قرنق. وذكرت صحيفة "الاسبوع" ان اريتريا حشدت قوات على الحدود تمهيداً ل "هجوم وشيك" بالتنسيق مع قوات "التجمع الوطني الديموقراطي" الذي يضم المعارضة السودانية الشمالية والمتمردين الجنوبيين. يذكر ان المعارضة السودانية شنت قبل سنة هجوماً واسعاً على الجيش في جنوب البلاد وشرقها وحققت تقدماً، لكن الهجوم توقف من دون احداث تغيير في ميزان القوة العسكرية في البلاد. نميري من جهة اخرى زار نائب رئيس البرلمان السوداني السيد عبدالعزيز شدو الرئيس السوداني السابق جعفر نميري في مقر اقامته في القاهرة، وسلمه رسالة من رئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي، وبحث شدو مع نميري في التطورات في السودان والحرب في جنوب هذا البلد. وقال الناطق باسم نميري السيد عبدالسلام الأمين ل "الحياة": ان "شدو جدد خلال اللقاء طلب عودة نميري الى الخرطوم، لكن الرئيس السابق رفض العودة في ظل استمرار سياسات الحكومة الحالية". وعزا الأمين الرفض الى "وعي نميري بسعي الخرطوم الى الحصول على مباركة لسياساتها". وتابع ان "نميري حمّل شدو رسالة الى الترابي دعاه فيها الى اتخاذ خطوات جدية على طريق التعددية السياسية والحزبية، واحترام حقوق الانسان وتحسين العلاقات مع دول الجوار". لكن شدو قال ل "الحياة" ان "اللقاء كان لقاء تحية وود، جاء لعلاقتي القديمة بالرئيس السابق ولم تتم فيه مناقشة أو طرح أي مبادرات سياسية جديدة". ووصف لقاءه امس مع رئيس مجلس الشعب البرلمان المصري الدكتور فتحي سرور بأنه "ايجابي"، مشيراً الى انه تناول البحث في دعم العلاقات البرلمانية في اطار التقارب بين البلدين، والمواضيع المطروحة على اجتماع اتحاد البرلمانيين العرب المقرر عقده في صنعاء في 15 شباط فبراير المقبل. وتوقع شدو ان تتخذ الحكومة السودانية قريباً قراراً باعادة الاستراحات والممتلكات المصرية المصادرة. وعن نتائج التعاون الأمني المصري - السوداني، قال ان "مصر حصلت على معلومات مهمة جداً اذ لا يمكن ان نقبل بتهديد أمن مصر أو نسمح به". وعما اذا كان مشروع الدستور الذي سيطرح امام البرلمان السوداني سيؤدي الى تعددية حزبية وانتخابات حرة أوضح المسؤول السوداني ان "الدستور سيحدد شكل الحياة السياسية في البلاد مستقبلاً".