بكين، واشنطن -أ اف ب - اتخذت الصين مبادرة فريدة بالغاء ديون على الدول الافريقية الفقيرة، تتجاوز قيمتها البليون دولار، وذلك لتخفيف وطأة هذه الديون التي تعيق التنمية في بعض دول القارة السوداء. وتزامن ذلك مع قرار الولاياتالمتحدة تطبيع علاقاتها التجارية مع الصين، بهدف فتح الاسواق الصينية امام المنتجات الاميركية، ما يخدم النمو الاقتصادي للولايات المتحدة كما يتيح للصين "الاندماج اكثر فاكثر في المجتمع الدولي ويشجعها على اقرار اصلاحات ديموقراطية". وفي بكين، اعلن وزير التجارة الخارجية والتعاون الاقتصادي الصيني شي غوانغشينغ امس، ان بلاده ستلغي 10 بلايين يوان ما يعادل 2،1 بليون دولار من الديون المستحقة على الدول الافريقية الاكثر فقراً. وقال امام اول منتدى للتعاون الصيني-الافريقي الذي يعقد في بكين ان الصين تتعهد ب "بتقديم مساهمتها في تخفيف ديون الدول الافريقية، بالغاء 10 بلايين يوان خلال العامين المقبلين من ديون الدول الاكثر فقراً والدول الأقل تقدماً في افريقيا". ولم يحدد الوزير الدول الافريقية التي سيشملها هذا الاجراء. على صعيد آخر، وقع الرئيس الاميركي بيل كلينتون اول من امس، قانوناً حول تطبيع العلاقات التجارية بين واشنطنوبكين، يتيح فتح اسواق الصين اكثر الدول سكاناً في العالم امام بضائع الدولة الاقوى اقتصادياً. وقال كلينتون خلال حفلة اقيمت لمناسبة توقيعه على القانون، ان تطبيع العلاقات التجارية بين البلدين يتيح مواصلة النمو الاقتصادي للولايات المتحدة كما يتيح للصين الاندماج اكثر فاكثر في المجتمع الدولي ويشجعها على اقرار اصلاحات ديموقراطية. ودعا الرئيس الاميركي الى المشاركة في هذا الاحتفال الذي جرى في حديقة البيت الابيض، عدداً من كبار المسؤولين في الكونغرس واصحاب الشركات الاميركية. وكان مجلس الشيوخ وافق الشهر الماضي على هذا التطبيع الدائم للعلاقات باكثرية 83 صوتاً في مقابل 15، بعد اربعة اشهر من اقرار مجلس النواب النص نفسه. وكان لا بد من اعطاء الصين هذا الوضع لافساح المجال امام دخول البضائع الاميركية اليها. ويذكر ان البلدين توصلا الى اتفاق حول هذا الاتفاق بعد مفاوضات صعبة في اطار آلية دخول الصين الى منظمة التجارة العالمية.