صعّدت الحكومة الباكستانية لهجتها ضد الهند، مبدية استعدادها لمواجهة كل الاحتمالات في كشمير، في مؤشر يدل على انصياع القيادة السياسية في إسلام اباد لرغبة العسكريين الرافضين تقديم تنازلات إلى نيودلهي. وفي الوقت نفسه تداولت أوساط باكستانية معلومات عن خطة أميركية لتوحيد كشمير تحت إدارة دولية حلاً للنزاع. بدا أن جهود الوساطة من وراء الكواليس، فشلت في ايجاد مخرج للأزمة المتجددة في كشمير، ما هدد بحرب مجنونة بين باكستانوالهند، ظهر ذلك جلياً في البيان الذي صدر أمس الجمعة عن لجنة الدفاع في مجلس الوزراء الباكستاني التي اجتمعت برئاسة رئيس الوزراء نواز شريف وحضور الوزراء الأساسيين وقادة فروع الجيش. وذكر البيان أن نيودلهي لم تستجب لمبادرات رئيس الوزراء الباكستاني من أجل خفض التوتر بين البلدين، وترافق ذلك مع تصعيد عسكري هندي ضد المقاتلين الكشميريين، فيما تعهد رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي بطرد المقاتلين قريباً. وأشار بيان لجنة الدفاع الباكستانية إلى أن إسلام آباد مستعدة لكل الاحتمالات وقادرة على تلقين "المعتدين" درساً إذا حاولوا عبور أراضيها، ما رأى فيه المراقبون انحساراً للمبادرات الديبلوماسية. وتداولت أوساط باكستانية أمس أنباء عن جهود أميركية حثيثة للعمل على الخيار الثالث، والذي ينطوي على كشمير الموحدة مقابل منح الهند بعض الأراضي الاستراتيجية في الاقليم. وتكون كشمير الموحدة تحت إدارة الأممالمتحدة لعشرة أعوام، وسيتم منح واشنطن قاعدة لمراقبة النشاطات النووية لباكستانوالهند والصين. وكان مراقبون باكستانيون تحدثوا عن خلافات بين القيادة العسكرية الممثلة بقائد الجيش الجنرال برويز مشرف والقيادة السياسية ممثلة برئيس الوزراء الباكستاني بسبب مساعي الأخير خفض التوتر مع الهند وارساله لهذه الغاية مبعوثه نياز نياك إلى الهند، رغم معارضة الأجهزة العسكرية التي ترغب بمواصلة الضغط على نيودلهي واستغلال الاهتمام الدولي بالقضية الكشميرية على أمل أن يتم حلها من خلال جر المجتمع الدولي إليها. نيودلهي وفي المقابل أ ف ب، صعدت الهند عسكرياً في كشمير. وشن سلاح الجو الهندي غارات على مواقع المقاتلين الكشميريين، في مؤشر الى هجوم وشيك وحاسم للقوات البرية الهندية على منطقة تايغر هيلز قرب خط الهدنة بين شطري كشمير. وتشرف قمة تايغر هيلز على الطريق الاستراتيجية التي تصل سريناغار ولاي المعبر الاساسي للقوات الهندية. وقصف 140 مدفعاً من عيار 155 ملم على الاقل القمة المذكورة امس وتبعت ذلك غارات جوية يتوقع ان تستمر حتى انطلاق العمليات البرية اليوم . ويوجد حوالى مئتي مقاتل اسلامي مدججين بالسلاح، معتصمين في مخابئ في قمة الجبل الثلجية في تايغر هيلز. وقالت الهند ان قوات باكستانية تقاتل الى جانب هؤلاء المقاتلين وهو ما نفته اسلام اباد. وقالت مصادر عسكرية هندية ان ثلاثة الوية تضم ثلاثة آلاف جندي قد تشارك في الهجوم البري من بينها فرق كوماندوس متخصصة في القتال على قمم الجبال. وعلى الارجح أن ينطلق الهجوم الاساسي من قمة الجبل المجاور التي يبلغ علوها 5 آلاف و100 متر والتي استعادها الجيش الهندي اول من امس. الى ذلك، افادت الشرطة الهندية امس ان مجهولين يشتبه في انهم من الانفصاليين المسلمين قتلوا تسعة قرويين هندوس على الاقل في جنوب كشمير الهندية في ثالث مجزرة من هذا النوع خلال اربعة ايام.