صعدت الهند هجماتها في كشمير وانتهك طيرانها الاجواء الباكستانية، في رسالة واضحة الى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الذي بدأ زيارة ملفتة الى الصين، "العدو التقليدي" للهند و"الحليف الطبيعي" لبلاده في الصراع التاريخي في كشمير. وجاء ذلك رغم انباء هندية عن قيام مبعوث باكستاني بزيارة سرية الى الهند، الأمر الذي نفته إسلام آباد. إسلام آباد، بكين - "الحياة"، رويترز - قالت مصادر في الجيش الباكستاني ان الطيران الحربي الهندي انتهك المجال الجوي الباكستاني في كشمير امس الاثنين. ولم تذكر عدد الطائرات التي انتهكت المجال الجوي لكنها أوضحت ان ذلك حدث فوق خط المراقبة على شطري كشمير. وعلى رغم حرص نيودلهي على نفي هذا النبأ واعتباره "مغرضاً"، فإن شهوداً أكدوا وقوع الانتهاك الخطير الذي تزامن مع فقد ديبلوماسي باكستاني يعمل في سفارة بلاده في نيودلهي. وفقد الديبلوماسي ديل فايز منذ مساء اول من امس ولم يظهر له أي اثر، ما اثار مخاوف من احتمال تعرضه للخطف. كذلك اعتقلت الشرطة الهندية زعيماً كشميرياً اثناء مسيرة أمس استهدفت جذب انظار المجتمع الدولي للمنطقة المتنازع عليها. واعتقل صابر احمد شاه وهو زعيم حزب الحرية الديمقراطي في كشمير في منطقة لال تشوك وسط سريناغار العاصمة الصيفية للشطر الكشميري الذي تسيطر عليه الهند. واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق المسيرة التي قادها صابر احمد شاه، واعتقلت آخرين شاركوا فيها. وكان صابر شاه وجه مذكرة الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان رأى فيها انه "يجب ان يضغط المجتمع الدولي على الهندوباكستان لحل نزاع كشمير نهائياً بما يتمشي مع رغبة الشعب الكشميري كي لا تظل منطقة جنوب آسيا تنتقل من أزمة إلى أخرى يطاردها شبح حرب نووية". شريف في الصين ووصل نواز شريف الى بكين أمس لاجراء محادثات مع الزعماء الصينيين تتركز على أزمة كشمير. وتأتي الزيارة التي تستمر خمسة أيام بعد تلك التي قام بها وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز والتي نجحت في كسب تعاطف ديبلوماسي من بكين للموقف الباكستاني، علماً ان الصين حليف لباكستان ومصدر رئيسي للتكنولوجيا العسكرية للاخيرة. ومن المقرر ان يجري شريف محادثات مع الرئيس الصيني جيانغ زيمين ورئيس البرلمان لي بينغ ورئيس الوزراء جو رونغجي. كما يزور مدينة كونمينغ الجنوبية الغربية وهونغ كونغ قبل عودته الى باكستان في الثالث من تموز يوليو. ويتوقع ان يطلع الجانب الصيني على تطورات الاحداث في كشمير بعد فشل الديبلوماسية الاميركية في نزع فتيل التوتر بين بلاده والهند التي ترفض اي وساطة خارجية في نزاع كشمير. وخلال زيارته للصين في وقت سابق من هذا الشهر قال عزيز إنه من غير المحتمل ان تتوسط الصين في الصراع فهي بالرغم من انها حليف وثيق لباكستان، إلا أنها على خلاف منذ عقود مع الهند. ومن جهة أخرى، أفيد أمس ان اتصالات سرية جرت لحل الصراع في وقت صعدت الهند هجماتها الجوية على المقاتلين الكشميريين الذين تتهمهم بالتسلل من باكستان. ونشرت صحيفة "انديان اكسبرس" الهندية ان باكستان بعثت بشكل غير معلن مبعوثاً خاصاً وهو وزير الخارجية السابق نياز نايك الى نيودلهي للتوصل لحل للأزمة عن طريق المفاوضات0 ونفت باكستان هذا النبأ. ونقلت الصحيفة عن "مصادر مطلعة" ان الهند مستعدة لمناقشة فكرة السماح للقوات الباكستانية بالتراجع خلف خط وقف اطلاق النار الذي يقسم بين شطري كشمير. إلا أنها أضافت انه تم اخبار نايك انه يتحتم على المتسللين التراجع قبل استئناف محادثات السلام مع إسلام آباد. تصعيد عسكري وقامت المدفعية والطائرات المقاتلة الهندية بقصف عنيف لمواقع المقاتلين المتحصنين في جبال كشمير. وأفادت مصادر عسكرية ان الجيش الهندي شن هجمات على عدد من المرتفعات الاستراتيجية في شمال كشمير الهندية مدعوماً بالطيران الذي ينفذ غارات على مدار أربع وعشرين ساعة يوميا منذ نهاية الاسبوع. وجرت معارك عنيفة في كل القطاعات المتنازع عليها وهي: باتاليك وكارغيل ودراس ووادي ماشكوه، على مرتفعات في الاراضي الهندية على طول "خط المراقبة" الفاصل بين شطري كشمير. وقال مسؤول عسكري هندي انه بفضل القصف المتواصل بواسطة القنابل الموجهة بالليزر التي اطلقتها الطائرات المقاتلة، تمكنت القوات الهندية من تطويق وتدمير مخيم مهم للكشميريين في مونتو - دهالو في قطاع باتاليك. واضاف ان خمسة جنود باكستانيين قتلوا في هذه المعركة. وافاد مسؤول في الجيش: "تقدمنا ببطء لكن بثبات"، مؤكداً أن القوات الهندية لا تريد التقدم بسرعة على ارض صعبة وامام عدو يتمركز في المرتفعات للحد من الخسائر في صفوفها. وأوضح مصدر عسكري ان القوات الهندية مدعومة بقصف مدفعي "متواصل" من عيار 155 ملليمتراً، تواصل هجومها على قمة تايغر هيلز على ارتفاع 4590 متراً في قطاع دراس المطلة على الطريق الاستراتيجية التي تربط بين سريناغار وليه.