وصل إلى الهند أمس نائب وزيرة الخارجية الأميركية غيبسون لانفر لاطلاع نيودلهي على المحادثات التي أجراها وقائد القوات المركزية الأميركية الجنرال انطوني زيني مع المسؤولين الباكستانيين. وتجري اتصالات مكثفة بين باكستان وواشنطن لعقد لقاء بين الرئيس بيل كلينتون ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف. واعترفت باكستان للمرة الأولى بسلطتها على القوات التي تقاتل في قاطع كارغيل في كشمير الخاضعة للسيادة الهندية منذ شهر ونصف الشهر، وقال قائد الجيش الباكستاني الجنرال برويز مشرف للصحافيين في كراتشي أمس: "لن ننفذ انسحاباً أحادي الجانب، لكن القرار في يد الحكومة ورئيس الوزراء". ولم يشأ قائد الجيش الباكستاني الدخول في التفاصيل، سيما أن تصريحاته أتت بعد لقائه مع قائد القوات المركزية الأميركية الجنرال انطوني زيني الذي زار باكستان لاقناعها بسحب "القوات التي تدعمها" من كارغيل لتخفيف حدة التوتر في المنطقة. وقالت مصادر باكستانية مسؤولة ل"الحياة" أمس إن زيني فشل في إقناع الجانب الباكستاني بالانسحاب، بعدما ربطت إسلام اباد ذلك بوساطة دولية يقوم بها أي طرف دولي، وليكن الولاياتالمتحدة، وهذا ما ترفضه نيودلهي بشكل قاطع. وتسعى الديبلوماسية الهندية إلى عدم تدويل القضية الكشميرية. تدويل لكن يبدو ان التحرك الأميركي والغربي بشكل عام يُشير إلى أن الأزمة الكشميرية في طريقها إلى التدويل. وبعد زيارة استغرقت يومين الى إسلام آباد، وصل إلى نيودلهي مساعد وزيرة الخارجية الاميركية غيبسون لانفر وقائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال انطوني زيني لاطلاع الهند على نتائج محادثاتهما. أ ف ب ورفض المسؤولون الهنود الادلاء بأي تعليق على هذه التطورات، فيما اعلن قائد الجيش الباكستاني برويز مشرف في كراتشي ان اتصالات تجري لعقد لقاء بين الرئيس الاميركي بيل كلينتون ورئيس الحكومة الباكستانية نواز شريف. انسحاب وذكرت صحيفة "تايمز اوف انديا" ان نيودلهي تدرس اقتراحات باكستانية للسلام أعدت بالتشاور مع الوفد الاميركي. وأضافت الصحيفة ان "أحد الاقتراحات يقضي بأن تسمح القوات الهندية للمتسللين بالتراجع الى وراء خط المراقبة وفق برنامج زمني محدد عبر فتح ممر في كل قطاع" من مناطق القتال. وتابعت ان باكستان طلبت العودة الى الحوار في قضية كشمير المقسمة منذ نصف قرن، وفق برنامج زمني محدد أيضاً. وزادت صحيفة "ذي هندو" ان الاقتراحات الباكستانية تشكل تحسنا في الوضع الحالي، لكنها لا تحقق الشروط الهندية وهي الانسحاب الكامل الفوري للقوات المتسللة الى كشمير الهندية. واختصر رئيس الحكومة الهندية اتال بيهاري فاجبايي زيارة الى شرق البلاد مساء الجمعة للعودة الى نيودلهي من أجل اجتماع عاجل للمسؤولين الأمنيين في نيودلهي. إلا أن أي اعلان في هذا الشأن لم يصدر. ويهاجم الجيش الهندي القمم الشمالية لولاية كشمير حيث يدور تبادل للقصف المدفعي العنيف بين القوات الهندية والقوات الباكستانية على "خط المراقبة" الذي يفصل بينهما في هذه المنطقة المقسمة. وتحاول القوات الهندية بمساندة المدفعية ان تستعيد من القوات المتسللة قمة تلال النمر تايغر هيلز على ارتفاع 4590 متراً فوق الطريق الاستراتيجية التي تربط بين سريناغار وليه، والمرتفعات التي تقع غرباً في منطقة وادي ماشكو ماشكو فالي. وتتوجه قافلة تضم مئة شاحنة على هذا الطريق الذي اصبح آمناً بعدما سيطرت الهند على قمم اخرى، الى كارغيل لنقل المؤن الى الجبهة التي يتمركز فيها آلاف الجنود الهنود في مواجهة مئات من المقاتلين الاسلاميين.