كثفت الولاياتالمتحدة جهودها الديبلوماسية لايقاف القتال في كشمير وسط تصلب في الموقف الهندي. وانتقل المبعوث الاميركي الى المنطقة من باكستان الى الهند التي واصلت قواتها في اليوم التاسع والاربعين للازمة، هجومها في محاولة لطرد مئات من المقاتلين الاسلاميين المتحصنين في المرتفعات الجبلية شمال كشمير. واعتقلت الشرطة الهندية زعيم التحالف الانفصالي الرئيسي في كشمير و12 من رفاقه اثناء مسيرة للاحتفال بالمولد النبوي. اسلام آباد، سريناغار كشمير - "الحياة" ، أ ف ب، رويترز- وصل غيبسون لانفير مساعد نائب وزيرة الخارجية الاميركي الى نيودلهي لاطلاع القادة الهنود على نتائج مناقشات أجراها في باكستان على مدى يومين، لم تسفر عن موافقة اسلام اباد على انسحاب المقاتلين "المتسللين" مثلما تطلب واشنطن. وجددت الهند التاكيد على اشتراطها انسحاباً فورياً للقوات "المتسللة" قبل اي حوار. وحذر رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي من ان "رحابة الصدر الهندية في طريقها لتبلغ حدودها"، مشيراً الى ان القوات الهندية يمكن ان تضطر لعبور "خط المراقبة" الذي يفصل بين شطري كشمير. وقالت مصادر ديبلوماسية ان واشنطن تحاول ايجاد وسيلة لانقاذ ماء الوجه بالنسبة الى باكستان التي يعتبرها القسم الاكبر من الاسرة الدولية مسؤولة عن الازمة الحالية. وتحدثت معلومات صحافية هندية اول من امامس عن اقتراحات سلام باكستانية بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة تقضي بانسحاب المقاتلين المتسللين حسب برنامج زمني محدد عبر ممرات في كل قطاع من جبهة القتال وبرنامج زمني لاجراء مناقشات بشأن مسالة كشمير. ولم تعترف نيودلهي حتى بوجود هذه المقترحات وقللت من اهمية زيارة المسؤول الاميركي الى الهند. وقال محللون ان نيودلهي لا تعتزم ان تظهر وكانها تقبل وساطة طرف ثالث كونها رفضت على الدوام اي تدويل للازمة المستمرة منذ خمسين عاماً وهو التدويل الذي تسعى اليه باكستان. وتحدثت معلومات صحافية عن احتمال عودة الجنرال انتوني زيني قائد القيادة المركزية الاميركية الى اسلام اباد التي سبق ان زارها ليومين الاسبوع الماضي. وجرى العمل لتحديد موعد لقاء قريب بين رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف والرئيس الاميركي بيل كلينتون. ويتوجه شريف اليوم الى بكين الحليف المفضل لباكستان والعدو التقليدي للهند. لكن الصين لم تبد علنا تاييدها لاسلام اباد في هذه الازمة مكتفية بدعوة الطرفين الى الحوار. وتواصلت المعارك العنيفة بالمدفعية والاشتباكات بالاسلحة المتوسطة والخفيفة في قطاعات باتاليك ودراس وكارجيل في شمال كشمير. وتحاول القوات الهندية استعادة مرتفعات عدة من القوات التي تقول انها تسللت من باكستان لا سيما مرتفعات تايغر هيلز على ارتفاع 4590 متراً فوق طريق سريناغار - ليه الاستراتيجية. وقال مسؤول عسكري هندي : "اننا نستعيد الارض متراً متراً وسنتمكن من طرد المتسللين قريبًا". ومنذ بدء الهجوم الهندي اسفرت المعارك عن مقتل 173 شخصا وجرح 360 في الجانب الهندي وسقط 351 قتيلاً باكستانياً حسب الارقام الهندية فيما تحدثت باكستان عن مقتل 400 جندي هندي و76 جندياً باكستانياً. وقدر القادة العسكريون الهنود ان تستمر المعارك شهرين. اعتقالات وأرفقت الهند حربها على من تعتبرهم متسللين، بحملة اعتقالات طاولت قادة الحركة الوطنية الكشميرية المطالبين بالحكم الذاتي. وأقدمت الشرطة الهندية امس على اعتقال زعيم التحالف الرئيسي للاحزاب الكشميرية سيد علي شاه جيلاني واكثر من 12 من مؤيديه اثناء قيادتهم مسيرة بمناسبة المولد النبوي في سريناغار العاصمة الصيفية للشطر الكشميري الذي تسيطر عليه الهند. ويرأس سيد علي شاه جيلاني مؤتمر الحرية لجميع الاحزاب الذي يضم اكثر من 20 جماعة سياسية واجتماعية وانفصالية. وكثيرا ما تعتقل الشرطة الهندية القادة الوطنيين اثناء مهرجانات سياسية او دينية في كشمير. تسلّح من جهة اخرى، افادت وكالة الانباء الباكستانية امس ان اسلام آباد بدأت تطور نسخة جديدة من صاروخ "شاهين" البالستي ليفوق مداه ثلاث مرات الصاروخ الاول من هذا الطراز الذي جرى اختباره في نيسان ابريل الماضي. وقالت الوكالة ان تطوير الصاروخ الذي يدعى "شاهين-2" ويبلغ مداه 2400 كلم، بدأ في مجمع التطوير الوطني. ويمكن للنسخة الاولى من صاروخ "شاهين" ان تجهز بعبوة تقليدية او نووية. وكانت باكستان اجرت في 14 نيسان ابريل الماضي تجربة ناجحة لصاروخها "غوري-2" والذي يبلغ مداه 1500 كلم ويمكن ان يجهز بعبوة نووية او تقليدية وذلك بعد اربعة ايام على قيام الهند بتجربة صاروخها "اغني-2" الذي يبلغ مداه 2500 كلم. وفي اليوم التالي قامت اسلام اباد بتجربة صاروخ "شاهين" العابر. وأصبحت الهندوباكستان قوتين نوويتين معلنتين عندما أجرتا تجارب في ايار مايو 1998، ما أثار ادانة واسعة في المجتمع الدولي.