تتخوف باكستان من هجوم هندي على الشطر الكشميري الخاضع لسيطرتها والذي يعرف ب"كشمير الحرة"، في ظل الحشود العسكرية المتنامية التي تقوم بها نيودلهي على طول خط الهدنة بين الشطرين. قال الناطق العسكري الباكستاني العميد مجيد قريشي ل"الحياة" امس الاربعاء ان تعداد الحشود الهندية على طول خط الهدنة بلغ حتى الآن 730 ألف مقاتل، بينما ارتفع عدد الطائرات في مطار سريناغار العاصمة الصيفية لكشمير الهندية، من 16 طائرة قبل الأزمة الى 70 طائرة، مبدياً مخاوف بلاده من اجتياح هندي للشطر الكشميري التابع لها . وترافق ذلك مع سعي باكستاني الى التقليل من أهمية الزيارة السرية التي قام بها وكيل وزارة الخارجية السابق نياز نياك بصفته مبعوثاً لرئيس الوزراء نواز شريف لنيودلهي والتقى خلالها رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي، في محاولة لخفض التوتر بين البلدين. وصعّدت الهند أمس عملياتها العسكرية بغية طرد المقاتلين الكشميريين من مواقعهم في كارغيل. واعترفت القيادة العسكرية الهندية بمقتل 25 من جنودها واصابة أربعين آخرين بجروح. واعترفت اسلام آباد بأن ثلاث طائرات هندية خرقت أجواءها لكن المضادات الباكستانية لم تطلق النار في اتجاهها لأنها لم تحلق إلا للحظات في أجواء باكستان، ورفض وزير الإعلام الباكستاني مشاهد حسين التعليق على تحرك نياز نياك وقال: "لا أود التعليق على تحرك شخص غير مسؤول". وكان نياك أبلغ هيئة الاذاعة البريطانية انه سيتم سحب المقاتلين من كارغيل تجاوباً مع طلب الهند وان مديري العمليات العسكرية سيتوجهان الى خط الهدنة من أجل خفض التوتر على طول خط المراقبة. وبعدها يُعقد لقاء بين رئيسي وزراء البلدين. وأكد الناطق العسكري الباكستاني في حديثه الى "الحياة" ان مديري العمليات العسكرية على خطوط التماس في كل من الهندوباكستان تحدثا هاتفياً أول من أمس. لكن أشار الى أن ذلك جزء من عمل روتيني اسبوعي يجري بين المسؤولين العسكريين. وجدد الناطق نفيه تورط الجيش الباكستاني في القتال في المناطق الخاضعة للسيادة الهندية واقترح نشر قوات دولية للتحقق من الادعاء الباكستاني.