اعلنت الهند انها أمهلت القوات المتسللة من باكستان حتى يوم الجمعة المقبل، للانسحاب من الشطر الكشميري الخاضع لسيادتها. وأكدت ان اسلام اباد وافقت على هذه المهلة. كما أشارت الى أنها علَّقت غاراتها الجوية وعمليات عسكرية أخرى لتسهيل هذا الانسحاب. اسلام آباد، نيودلهي - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - اعلنت الهند أمس الاثنين انها أمهلت القوات المتسللة من باكستان حتى صباح الجمعة المقبل لتنسحب من الشطر الهندي من كشمير. وأكدت ان رئيس العمليات العسكرية الباكستاني وافق على هذا الموعد. وقال راميندار سينجت جاسال الناطق باسم وزارة الخارجية الهندية انه "خلال اجتماعه مع المدير العام للعمليات العسكرية الباكستانية أمس الأحد أبلغنا مديرنا العام للعمليات العسكرية ان على القوات الباكستانية ان تنسحب الى موقع بعيد عن خط التماس في الشمال بحلول صباح 16 الشهر الجاري. وقال ان المدير العام للعمليات العسكرية الباكستاني أكد ان بلاده ستمتثل لهذه المهلة". العمليات الهندية وفي الوقت نفسه، اعلنت الحكومة الهندية ان أي وقف لاطلاق النار غير سار في كشمير، رغم تعليق الضربات الجوية ووقف استخدام "بعض الأسلحة على الأرض"، بعد اعلان اسلام آباد انسحاب المقاتلين الكشميريين المتسللين من باكستان. وجاء في الاعلان الهندي ان "أي وقف لاطلاق النار لا يطبق أو أي وقف للمعارك لن يحصل باستثناء اللجوء الى الضربات الجوية أو وقف استخدام بعض الأسلحة على الأرض". وأضاف البيان ان "عملية فيجاي مستمرة. وليس وارداً في الوقت الحاضر سحب قواتنا من منطقة كارجيل أو أي منطقة أخرى". وجاء ذلك بعد اعلان اسلام آباد ان مسؤولين عسكريين من الهندوباكستان، اتفقوا أول من أمس على الفصل بين القوات على طول خط المراقبة بين شطري كشمير المتنازع عليها. وفي التاسع من أيار مايو الماضي، أطلقت الهند "عملية فيجاي" لطرد المقاتلين المتسللين من باكستان الذين تحصنوا في قمم في الشطر الهندي من كشمير. وأعلنت القوات الجوية الهندية أمس تعليق كل ضرباتها الجوية في كشمير. وقال الجنرال فينود باتني: "علقنا اعتباراً من الآن ضرباتنا الجوية لكننا على استعداد لأي تغيير في الوضع على الأرض". وأضاف ان الطلعات الاستطلاعية ستستمر وسيبلغ بها مسبقاً الجانب الباكستاني عبر القنوات الديبلوماسية. وأوضح مسؤول في القوات الجوية انها ستبقى في "حال تأهب". ومعلوم ان القوات الجوية لعبت دوراً كبيراً في الهجوم الهندي الذي اطلق قبل شهرين في كشمير. المقاتلون الكشميريون الى ذلك، قال تنظيم للثوار الكشميريين يقاتل ضد الهند ان قواته قتلت 65 جندياً هندياً في اشتباكات وقعت خلال يومين. وأوضح تنظيم "البدر" في بيان ان مقاتليه هاجموا بالصواريخ معسكراً للجيش الهندي أسفل جبل تايغر هيل في منطقة كارغيل ليل أول من أمس، ما أسفر عن مقتل 50 جندياً واصابة العديد بجروح. وأضاف ان 15 جندياً هندياً قتلوا وأصيب آخرون أثناء شنهم هجوماً على مقاتلي "البدر" في قرية ماشكو. وتابع البيان ان "المجاهدين يحاصرون حوالى مئة جندي" هندي. ولم يرد تأكيد مستقل لبيان التنظيم العضو في مجلس الجهاد المتحد الذي يضم 15 تنظيماً يقاتل الحكم الهندي في الاقليم المتنازع عليه. ورفض البدر الهدنة التي اعلنتها اسلام اباد أول من أمس للسماح للمجاهدين بالانسحاب من منطقة كارغيل الى الشطر الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير. ونقل التنظيم عن قائده بخت زامين قوله في رسالة بعث بها من الجبهة في كارغيل: "انا نعتبر الانسحاب اثماً ولا نعرف سوى التقدم للأمام". الموقف الباكستاني وأكدت اسلام اباد أن عملية فصل القوات في قطاع مشكوا في الشطر الكشميري الخاضع للسيادة الهندية بدأت صباحاً بعدما وافقت القيادة الهندية على عملية وقف اطلاق النار لخمسة أيام. ولم تستبعد مصادر المحللين السياسيين وجود صفقة سرية بين رئيس الوزراء نواز شريف ونظيره الهندي أتال بيهاري فاجباي تتمثل في فصل القوات لإعطاء فرصة للأخير في النجاح بالانتخابات المقرر اجراؤها في أيلول سبتمبر وتشرين الأول اكتوبر المقبلين. وقال الناطق العسكري الباكستاني في مؤتمر صحافي عقده مع الناطق باسم الخارجية الباكستاني ان عملية فصل القوات في قطاع خاكسر انتهت أمس من دون أية مصاعب. إلا انه أشار الى أن "القوات الهندية تريد تصوير الأمر على أنه انتصار عسكري هندي ضد المقاتلين الكشميريين بينما هو في الحقيقة فشل عسكري هندي استمر طوال الشهرين الماضيين". وكشفت المصادر العسكرية الباكستانية أمس أرقاماً جديدة عن الخسائر الهندية خلال معارك الشهرين ونصف الشهر الماضيين والتي وصلت حسب الناطق العسكري الباكستاني الى 1700 قتيل هندي. وأشارت الى أن باكستان تكبدت 187 قتيلاً و24 مفقوداً. وحتى أمس رفضت مصادر المقاتلين الكشميريين مسألة الانسحاب أو فصل القوات وقالت ل"الحياة" إن قواتها لا تزال في مواقعها وترفض الانسحاب.