هزت وسط بلغراد ليل أول من أمس ثلاثة انفجارات مدوية ناجمة عن غارات حلف شمال الاطلسي التي دخلت امس اسبوعها الثاني. وتواصلت المفاوضات بين القيادة الصربية وزعيم ألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا بهدف التوصل الى اتفاق سياسي. وحذرت القيادة العامة للقوات المسلحة اليوغوسلافية من خطر إقدام الحلف على شن هجوم بري على كوسوفو، وقالت ان "آلاف النازحين من الاقليم الى البانيا ومقدونيا، نقلوا الى قواعد اطلسية اقيمت في الأراضي الألبانية ليكونوا في طليعة هجوم بري يقوم به الجنود الاطلسيون على مناطق في كوسوفو". واعترف بيان القيادة العسكرية الذي نشر في بلغراد أمس ب "تفاقم الخسائر التي تتكبدها البلاد، اثر محاولات الغزاة اليائسة لاخضاع شعبي صربيا والجبل الأسود من خلال التدمير المتصاعد". وذكرت مصادر عسكرية يوغوسلافية انه "تم زرع الألغام في كل انحاء الشريط الحدودي لإقليم كوسوفو مع البانيا التي يمكن ان يسكلها الهجوم البري"، فيما استعدت فاعليات شعبية وسياسية للتجمع في مراكز يستهدفها الهجوم البري. وأوضحت ايضاً "ان الجسور القريبة من الحدود مع البانيا ومقدونيا، جرى تلغيمها لتفجيرها مع بدء الهجوم البري لعرقلته ووقفه عند المناطق الحدودية". وذكرت قيادة فيلق الجيش اليوغوسلافي المرابط في كوسوفو ان مقاوماتها الأرضية "اسقطت فجر امس طائرة استطلاع اطلسية من نوع هينتر "كانت تقوم بتصوير المسارات التي يمكن ان يسلكها الهجوم البري". وسقطت ثلاثة صواريخ ليل أول من أمس على بناية الادعاء العام العسكري والمدني في وسط بلغراد، قرب المحطة الرئيسية للقطارات. ولم تسجل اصابات في الأرواح على رغم تدمير البناية التي كانت خالية". وساد اعتقاد في بلغراد ان الهدف كان مقر القيادة العامة لأركان الجيش اليوغوسلافي الذي يبعد زهاء 40 متراً عن مكان سقوط الصواريخ. وسقط صاروخان في ضاحية بانتشيفو شمال بلغراد، حيث مصفاة للنفط ومنشآت صناعية عسكرية ومدنية. وهذه المرة الثالثة التي تتعرض المنشآت النفطية في بانتشيفو الى القصف الاطلسي. وبعيداً عن بلغراد، استهدف القصف مدينتي نوفيساد وسونبور شمال صربيا حيث مصاف وخزانات نفطية. وفي وسط صربيا، قصفت الصواريخ مراكز صناعية في مدينتي كارليبيفو ولوتشاني. دروع بشرية ومن جهة اخرى، قرر المواطنون في انحاء يوغوسلافيا تنظيم تحد من نوع جديد للحلف الاطلسي يعتمد على مرابطة مدنيين في الجسور الرئيسية في بلغراد والمدن الأخرى وذلك على شكل دروع بشرية "لا تخشى صواريخ وقنابل الحلف الاطلسي". وبدأت هذه الحملة ليل أول من أمس عندما تجمع نحو ثلاثة آلاف شخص بينهم وزراء وزعماء أحزاب وقادة تنظيمات اجتماعية فوق جسر برانكو المشيد على نهر سافا لربط بلغراد القديمة بأحيائها الغربية الجديدة. وزار صحافيون محليون واجانب بدعوة من وزارة الاعلام الصربية مدينة بريشتينا وشاهدوا البنايات التي دمرها القصف الاطلسي ولا علاقة لغالبيتها بالشرطة أو الجيش مثل المصارف والمراكز البلدية والادارات المدنية. وأكد العاملون في مجال الطوارئ ان اكثر من 50 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح جراء هذا القصف الذي استهدف وسط بريشتينا. مفاوضات مع روغوفا وأفاد تلفزيون بلغراد امس ان وفداً من حكومتي الاتحاد اليوغوسلافي وصربيا اجرى في بريشتينا مفاوضات مع الزعيم الالباني ابراهيم روغوفا وممثلي الجماعات العرقية في كوسوفو "حول الأمور المتعلقة بالإدارة الذاتية للاقليم". وترأس الوفد نائب رئيس الحكومة الاتحادية نيكولا شائينوفيتش وتركزت مفاوضات أمس على "وقف الغارات الاطلسية على يوغوسلافيا وعودة النازحين الى ديارهم وسحب القوات العسكرية الى مواقعها الاعتيادية".