أوضحت بلغراد أمس الثلثاء موقفها المشروط بوقف الضربات الجوية التي تتعرض لها من حلف شمال الأطلسي، في مقابل القبول بنشر قوات تحت علم الأممالمتحدة أو منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في اقليم كوسوفو. ونقل تلفزيون بلغراد عن مصادر حكومية تعليقاً على المحادثات التي جرت أمس بين وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ونظيرته الأميركية مادلين اولبرايت ومسؤولين غربيين آخرين، ان يوغوسلافيا لن تتعاون مع أي قرار يعرض على مجلس الأمن حول تشكيل قوة دولية للاشراف على الوضع في اقليم كوسوفو "إذا لم يكن ينص في فقرته الأولى على وقف كل عمليات الحلف الأطلسي ضد يوغوسلافيا، اضافة الى تحديد موقع كوسوفو الدائم ضمن الأراضي الصربية واليوغوسلافية. وأضاف التلفزيون ان يوغوسلافيا "ستحتفظ بحقها في المطالبة بتعويض من الدول التي شاركت في العدوان حسب أوراق مهمة تمسك بها السلطات اليوغوسلافية ويتم الاعلان عنها في الوقت المناسب". ومن جهة أخرى، توفرت معلومات مفادها ان القائد السابق لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البوسنة الجنرال لويس مكينزي كندي زار بلغراد أخيراً وحصل على موافقة مبدئية من السلطات اليوغوسلافية في حال ترشيحه من قبل مجلس الأمن لتولي قيادة القوة الدولية المقترح نشرها في كوسوفو. ومن جهة أخرى قرر الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة اليوغوسلافية ترقية عدد من العسكريين الذين تميزوا "في التصدي لعدوان الحلف الأطلسي والتخفيف من اضراره على البلاد" ومنحهم أوسمة. وذكر مكتب ميلوشيفيتش ان من بين هؤلاء المتميزين الضابطان الطياران تريفون ميلوفانوفيتش وفوكاشين يوفانوفيتش. مشكلة نفط وعلى صعيد العمليات العسكرية التي وجهها حلف شمال الأطلسي ليل أول من أمس وصباح أمس على أهداف يوغوسلافيا، أبلغ خبير في مجال النفط ل"الحياة" ان مصفاة تكرير النفط في بلدة بانتشيفو شمال بلغراد التي تعرضت أربع مرات للقصف وآخرها صباح أمس، "توقفت عن العمل بشكل كامل في الوقت الحاضر وأن تصليحها يحتاج الى فترة طويلة". وأضاف ان غالبية المصافي الأخرى في أنحاء يوغوسلافيا صارت في الحال نفسها وان الجيش اليوغوسلافي "أصبح يعتمد في حاجاته العسكرية على ما لديه من المخزون الاحتياطي الذي يستخدمه في الحالات الضرورية". وأوضح ان تهريب البنزين من الجبل الأسود والدول المجاورة "أصبح سلعة مربحة جداً للمهربين اليوغوسلاف وغيرهم سواء عن طريق الشاحنات أو السفن عبر نهر الدانوب". وكان تلفزيون بلغراد عرض صوراً لحرائق في مصفاة بانتشيفو للنفط وخزانات وقود قصفت في جنوب شرقي بلغراد ومدينتي نوفيساد وسونبور في الشمال وجنوب عاصمة اقليم كوسوفو مدينة بريشتينا. وتجمع آلاف المواطنين منذ الصباح على الجسر المقام على نهر الدانوب والذي هو المجال الوحيد للسيارات والقطارات المتجهة من بلغراد نحو شمال صربيا ومنها الى رومانيا. كما تجمع حشد آخر على جسر نهر سافا الذي يربط شرق بلغراد بغربها بشكل "دروع بشرية" في محاولة لمنع حلف شمال الأطلسي من قصفها.